مَوْتُ الْمُسْلِمِ دِفَاعًا عَنِ الْوَطَنِ الْإِسْلَامِيِّ مِنْ عَلَامَاتِ حُسْنِ الْخِتَامِ


مَوْتُ الْمُسْلِمِ دِفَاعًا عَنِ الْوَطَنِ الْإِسْلَامِيِّ مِنْ عَلَامَاتِ حُسْنِ الْخِتَامِ

إِنَّ الْأَمْنَ وَالِاسْتِقْرَارَ نِعْمَةٌ عَظِيمٌ نَفْعُهَا، كَرِيمٌ مَآلُهَا،  وَبِاللَّهِ ثُمَّ بِالْأَمْنِ يُحَجُّ الْبَيْتُ الْعَتِيقُ، وَتُعَمَّرُ الْمَسَاجِدُ، وَيُرْفَعُ الْأَذَانُ مِنْ فَوْقِ الْمَنَارَاتِ، وَيَأْمَنُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَأَعْرَاضِهِمْ، وَتَأْمَنُ السُّبُلُ.

بِاللَّهِ ثُمَّ بِالْأَمْنِ تُرَدُّ الْمَظَالِمُ لِأَهْلِهَا فَيُنْتَصَرُ لِلْمَظْلُومِ وَيُرْدَعُ الظَّالِمُ، وَتُقَامُ الشَّعَائِرُ، وَيَرْتَفِعُ شَأْنُ التَّوْحِيدِ مِنْ فَوْقِ الْمَنَابِرِ، وَيَجْلِسُ الْعُلَمَاءُ لِلْإِفَادَةِ، وَيَرْحَلُ الطُّلَّابُ لِلِاسْتِفَادَةِ، وَتُحَرَّرُ الْمَسَائِلُ، وَتُعْرَفُ الدَّلَائِلُ، وَيُزَارُ الْمَرْضَى، وَيُحْتَرَمُ الْمَوْتَى، وَيُرْحَمُ الصَّغِيرُ وَيُدَلَّلُ، وَيُحْتَرَمُ الْكَبِيرُ وَيُبَجَّلُ، وَتُوصَلُ الْأَرْحَامُ، وَتُعْرَفُ الْأَحْكَامُ، وَيُؤْمَرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيُنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، وَيُكَرَّمُ الْكَرِيمُ وَيُعَاقَبُ اللَّئِيمُ...

وَعَلَى كُلِّ حَالٍ فَبِالْأَمْنِ اسْتِقَامَةُ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَبِالْأَمْنِ صَلَاحُ الْمَعَاشِ وَالْمَعَادِ, وَالْحَالِ وَالْمَآلِ.

والْجَيْشُ الْمِصْرِيُّ يُحَارِبُ الْعَالَمَ كُلَّهُ فِي سَيْنَاءَ, تَجَمَّعَتْ عَلَيْهِ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا وَلَنْ يَضُرُّوهُ شَيْئًا -إِنْ شَاءَ اللهُ-.

الْعَالَمُ كُلُّهُ يُحَارِبُ الْجَيْشَ الْمِصْرِيَّ فِي سَينَاء!! وَالْمُقَاتِلُ الْمِصْرِيُّ مِنْ فَجْرِ التَّارِيخِ, عَقِيدَتُهُ: ((النَّصْرُ أَوْ الشَّهَادَةُ)), لَا يَعْرِفُ سِوَى هَذَا.

يُقَتَّلُونَ, فِي سَبِيلِ اللهِ يَمْضُونَ, تُزْهَقُ أَرْوَاحُهُم, تُكْلَمُ قُلُوبُ أُمَّهَاتِهِم، يَتَيَتَّمُ أَطْفَالُهُم, تَتَرَمَّلُ نِسَاؤُهُمْ, يَبْكِيهِمْ كُلُّ جَارٍ وَحَبِيبٍ، وَهُمْ يَتَسَاقَطُونَ, لَا يُبَالُونَ, عَقِيدَتُهُمْ: ((النَّصْرُ أَوْ الشَّهَادَةُ)), لِمَاذَا يُقْتَلُونَ؟!

هُم يُقَاتِلُونَ مِنْ أَجْلِ الْقَضِيَّةِ, مِنْ أَجْلِ وَأْدِ الْمُؤَامَرَةِ.

يَقُولُ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ مَاتَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ»، وَالْأَرْضُ مَالٌ, فَمَنْ مَاتَ دُونَ أَرْضِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ.

أَرْضٌ يُرْفَعُ فِيهَا الْأَذَانُ، يُوَحَّدُ فِيهَا الرَّحِيمُ الدَّيَّانُ، أَرْضٌ تُقَامُ فِيهَا الشَّعَائِرُ مِنَ الْجُمَعِ وَالْأَعْيَادِ، أَرْضٌ تَظْهَرُ فِيهَا مَظَاهِرُ الْإِسْلَامِ.

الْجَيْشُ الْمِصْرِيُّ يُعَانِي مُعَانَاةً مُرَّةً فِي سَينَاء؛ لِأَنَّ الوَضْعَ هُنَالِكَ فِي غَايَةِ التَّعْقِيدِ, لَيْسَ كَمَا يَبْدُو لِلنَّظْرَةِ الْأُولَى, وَالنَّظْرَةُ الْأُولَى حَمْقَاءُ, الْوَضْعُ مُعَقَّدٌ غَايَةَ التَّعْقِيدِ, وَمَعَ ذَلِكَ؛ فَالْبَوَاسِلُ مِنَ الرِّجَالِ يُوَاجِهُونَ بِصُدُورٍ مَكْشُوفَةٍ, وَسَوَاعِدَ مَفْتُولَةٍ, وَعَقَائِدَ قَائِمَةً, لَا يُبَالُونَ, يَمُوتُونَ, يَتَسَاقَطُونَ.

لَا بَأْسَ, إِنَّ الْمَجْدَ لَا يُصْنَع إِلَّا بِالتَّضْحِيَّاتِ الغَالِيَةِ, بِالدِّمَاءِ النَّازِفَةِ, بِالْأَرْوَاحِ الزَّاهِقَةِ..

إِنَّ الْقِيَمَ وَالْمُثُلَ لَا يُؤَسَسُ لَهَا وَلَا تُعْلَى, إِلَّا بِالتَّضْحِيَّاتِ الْعَظِيمَةِ, إِنَّ الْمَجْدَ الْعَظِيمَ لَا يُصْنَعْ إِلَّا بِتَضْحِيَةٍ عَظِيمَةٍ.

هُمْ يُدَافِعُونَ, وَلَوْلَا أَنَّ اللهَ قَيَّدَ هَؤُلَاءِ عِنْدَ الْبَوَابَةِ الشَّرْقِيَّةِ, وَعِنْدَ الْحُدُودِ الْغَرْبِيَّةِ, وَعِنْدَ الْحُدُودِ الْجَنُوبِيَّةِ, وَفِي الْبَحْرِ الْأَحْمَرِ, وَفِي السَّمَاءِ, وَعِنْدَ الْمُؤَسَّسَاتِ وَالْمُنْشَآتِ, لَوْلَا أَنَّ اللهَ قَيَّدَ هَؤُلَاءِ مَعَ إِخْوَانِهِمْ مِنْ الشُّرْطَةِ الْمَدَنِيَّةِ, الَّذِينَ يَصْطَادُونَهُمْ وَهُمْ يَحْمُونَهُمْ, وَمَا كَانَ الْوَاحِدُ مِنْهُمْ لِيَجْرُؤَ عَلَى أَنْ يَمْشِيَ فِي ضَوْءِ النَّهَارِ يَسْعَى عَلَى قَدَمَيْهِ, خَفَافِيشُ لَا تَعِيشُ إِلَّا فِي الظَّلَامِ.

إِنَّ عَقِيدَةَ التَّكْفِيرِيِّينَ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ الْجَيْشَ وَالشُّرْطَةَ فِي سَيْنَاءَ أَنَّ الْمُسْلِمِينَ مُرْتَدُّونَ, وَهُمْ أَكْفَرُ مِنَ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى -عِنْدَهُمْ-!!

وَمِنْ عَقِيدَتِهِمْ: أَنَّهُ إِذَا قَاتَلَ الْيَهُودُ الْجَيْشَ الْمِصْرِيَّ، فَهَؤُلَاءِ التَّكْفِيرِيُّونَ مَعَ اليَهُودِ ضِدَّ الْجَيْشِ الْمِصْرِيِّ؛ لِأَنَّ الْيَهُودَ عِنْدَهُمْ -وَكَذِلَكَ النَّصَارَى- أَهْلُ كِتَابٍ, وَأَمَّا الْجَيْشُ عِنْدَهُمْ فَكَافِرٌ مُرْتَدٌّ, وَالمُرْتَدُّ أَشَدُّ كُفْرًا مِنَ الْكِتَابِيِّ!!

أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ هَؤُلَاءِ التَّكْفِيرِيِّينَ، وَأَنْ يَجْعَلَ كَيْدَهُمْ فِي نُحُورِهِمْ، وَأَنْ يَهْدِيَ شَبَابَ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَى مَا فِيهِ خَيْرُ الْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ.

الْكُلُّ مُسْتَهْدَفٌ, مُؤَسَّسَاتُكُمْ, أَمْوَالُكُمْ, أَبْنَاؤُكُمْ, أَعْرَاضُكُمْ, أَمْوَالُكُمْ, حَيَاتُكُمْ, مُسْتَقْبَلُكُمْ, وَمُسْتَقْبَلُ أَبْنَائِكُمْ, وَمُسْتَقْبَلِ حَفَدَتِكُمْ فِي مَهَابِّ الرِّيَاحِ الْأَرْبَعَةِ, فَكَيْفَ تَنَامُون؟! كَيْفَ تَضْحَكُونَ؟! كَيْفَ تَصْخَبُونَ؟! كَيْفَ تَتَغَافَلُونَ؟! أَلَا تُفِيقُونَ!!

 

المصدر:حُسْنُ الْخَاتِمَةِ بَيْنَ الِاجْتِهَادِ وَالتَّوْفِيقِ

التعليقات


فوائد مفرغة قد تعجبك


  الْمُسْلِمُ الْإِيجَابِيُّ الْجَادُّ، الْفَائِقُ الْمُمْتَازُ
  الصِّدْقُ وَأَثَرُهُ فِي صَلَاحِ الْفَرْدِ وَالْمُجْتَمَعِ
  حَجَّةُ النَّبِيِّ ﷺ كَأَنَّكَ تَرَاهَا
  دَاءُ الْأُمَّةِ وَدَوَاؤُهَا وَحَلُّ قَضِيَّةِ الْأُمَّةِ
  رَحْمَةُ الْإِسْلَامِ بِالْعَالَمِ بِشَهَادَةِ الْغَرْبِيِّينَ
  نِعْمَةُ الْأَمْنِ وَالِاسْتِقْرَارِ فِي الْوَطَنِ الْمُسْلِمِ
  أَمَرَ اللهُ الْمُرْسَلِينَ، وَالْمُؤْمِنِينَ بِالْأَكْلِ مِنَ الْحَلَالِ
  يَا أَبْنَاءُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ! احْمِلُوا رَحْمَةَ النَّبِيِّ ﷺ لِلْعَالَمِ أَجْمَعِ
  تَرْبِيَةُ الطِّفْلِ عَلَى حُسْنِ اخْتِيَارِ الصَّدِيقِ
  التَّوْحِيدُ أَكْبَرُ عَوَامِلِ الْقُوَّةِ فِي بِنَاءِ الدُّوَلِ وَعِزَّتِهَا وَنَصْرِهَا
  الشَّهَادَةُ بَيْنَ الْحَقِيقَةِ وَالِادِّعَاءِ
  قِبْلَةُ المُسْلِمِينَ خَيْرُ القِبَلِ وَعِظَمُ شَرَفِ مَكَّةَ
  الرَّدُّ عَلَى افْتِرَاءَاتِ الْمَادِّيِّينَ الْجَاهِلِينَ أَنَّ الْعُلُومَ الْعَصْرِيَّةَ وَالْمُخْتَرَعَاتِ الْحَدِيثَةَ غَيْرُ دَاخِلَةٍ فِي دِينِ الْإِسْلَامِ
  نَمَاذِجُ دَالَّةٌ عَلَى الْمَعِيَّةِ الْخَاصَّةِ
  نَبْذُ النَّبِيِّ ﷺ لِلْعُنْصُرِيَّةِ وَالْعَصَبِيَّةِ
  • شارك