خَوْفُ السَّلَفِ مِنَ النِّفَاقِ


 ((خَوْفُ السَّلَفِ مِنَ النِّفَاقِ))

النَّبِيُّ ﷺ لَمَّا حَذَّرَ مِنَ النِّفَاقِ، وَحَذَّرَ الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ قَبْلُ مِنَ النِّفَاقِ خَافَ الْأَصْحَابُ؛ كَانُوا يَخَافُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ خَوْفًا عَظِيمًا -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ-.

عُمَرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يَقُولُ: ((يَا حُذَيْفَةُ, نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ؛ هَلْ سَمَّانِي لَكَ رَسُولُ اللهِ  مِنْهُمْ؛ يَعْنِي: مِنَ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ أَعْلَمَكَ بِأَسْمَائِهِمْ؟)).

قَالَ حُذَيْفَةُ: ((لَا؛ وَلَا أُزَكِّي بَعْدَكَ أَحَدًا)) .

لِأَنَّهُ لَوْ فُتِحَ الْبَابُ سَيَأْتِي هَذَا وَهَذَا وَهَذَا, وَيَسْأَلُونَ حُذَيْفَةَ؛ فَحِينَئِذٍ  سَيُفْشِي سِرَّ رَسُولِ اللهِ ﷺ.

فَعُمَرُ فِي مَنْصِبِهِ، وَفِي عَظِيمِ قَدْرِهِ فِي دِينِ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- وَفِي الْبُشْرَيَاتِ الَّتِي أَخْبَرَهُ بِهَا النَّبِيُّ ﷺ يَخَافُ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ يَكُونَ مُنَافِقًا.

وَالْمُنَافِقُونَ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ النَّبِيُّ ﷺ لِحُذَيْفَةَ نَافَقُوا نِفَاقًا أَكْبَرَ؛ يَعْنِي: كَانُوا خَارِجِينَ مِنَ الْمِلَّةِ, وَلَكِنْ لَا تَجْرِي عَلَيْهِمْ أَحْكَامُ الرِّدَّةِ وَلَا أَحْكَامُ الْكَافِرِينَ؛ مُرَاعَاةً لِظَاهِرِهِمْ, وَلَكِنْ مَحْكُومٌ بِكُفْرِهِمْ بَاطِنًا.

فَهَؤُلَاءِ الْمُنَافِقُونَ خَافَ عُمَرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنْ يَكُونَ مَذْكُورًا مِنْهُمْ وَفِيهِمْ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.

قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: ((أَدْرَكْتُ ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ ﷺ كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ؛ مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ يَقُولُ: إِنَّ إِيمَانَهُ كَإِيمَانِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ)). هَذَا ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ .

وَعَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ -رَحِمَهُ اللهُ- قَالَ: ((مَا أَمِنَ النِّفَاقُ إِلَّا مُنَافِقٌ, وَمَا خَافَ النِّفَاقَ إِلَّا مُؤْمِنٌ)) .

وَلَقَدْ ذُكِرَ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ- أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ خُشُوعِ النِّفَاقِ)).

قِيلَ: وَمَا خُشُوعُ النِّفَاقِ؟

قَالَ: ((أَنْ يُرَى الْبَدَنُ خَاشِعًا, وَأَمَّا الْقَلْبُ فَلَيْسَ بِخَاشِعٍ)) .

((أَنْ يُرَى الْبَدَنُ خَاشِعًا)): يَعْنِي يَقِفُ الْإِنْسَانُ مُتَبَتِّلًا خَاشِعًا، وَأَمَّا قَلْبُهُ؛ فَيَهِيمُ فِي أَوْدِيَةِ الْهَوَى، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَلَيْسَ بِخَاشِعٍ!!

فَهَذَا خُشُوعُ النِّفَاقِ: هُوَ خُشُوعُ الْقَالَبِ مَعَ عَدَمِ خُشُوعِ الْقَلْبِ.

كَالرَّجُلِ الَّذِي قَامَ يُصَلِّي وَحَوْلَهُ النَّاسُ؛ وَكَانَ يُصَلِّي فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ قَائِظٍ؛ فَأَطَالَ الصَّلَاةَ جِدًّا, وَالنَّاسُ مِنَ الْحَرِّ لَا يَعُونَ, وَهَذَا يُطِيلُ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ وَالْقِرَاءَةَ.

فَلَمَّا لَحَظُوهُ؛ تَكَلَّمُوا عَنْهُ, وَهُوَ يَسْمَعُهُمْ؛ إِذْ يُصَلِّي قَرِيبًا مِنْهُمْ أَوْ بِحَضْرَتِهِمْ؛ فَقَالُوا: لِلَّهِ مَا أَطْوَلَ قِيَامَهُ!

وَمَا أَعْظَمَ قِرَاءَتَهُ!

وَمَا أَطْوَلَ سُجُودَهُ!

فَسَمِعَ هَذَا الثَّنَاءَ مِنْهُمْ؛ فَالْتَفَتَ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ وَقَالَ: فَكَيْفِ إِذَا عَلِمْتُمْ أَنِّي صَائِمٌ؟!!

هَذَا الْأَمْرُ مِنْ أَكْبَرِ الْأُمُورِ وَمِنْ أَعْظَمِهَا؛ وَلِذَلِكَ كَانُوا يَقُولُونَ: ((كَانُوا يُعَلِّمُونَنَا النِّيَّةَ كَمَا يُعَلِّمُونَنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ)).

وَيَقُولُ قَائِلُهُمْ: ((مَا وَجَدْتُ شَيْئًا أَشَقَّ عَلَيَّ مِنْ مُعَالَجَةِ نِيَّتِي)) .

مُعَالَجَةُ النِّيَّةِ مِنْ أَصْعَبِ الْأُمُورِ.

الْإِنْسَانُ يُمْكِنُ أَنْ يَصُومَ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْحَرِّ, وَيُعَانِي مِنَ الْعَطَشِ وَمِنَ الْجُوعِ وَالتَّعَبِ وَالنَّصَبِ وَلَا يُرَاعِي نِيَّتَهُ.

الْإِنْسَانُ يُمْكِنُ أَنْ يُصَلِّيَ لَيْلًا طَوِيلًا؛ لِكَيْ يَتَسَامَعَ النَّاسُ بِصَلَاتِهِ؛ فَيَنْصَبُ وَيَتْعَبُ وَلَيْسَ لَهُ شَيْءٌ.

وَالنَّبِيُّ ﷺ أَخْبَرَ عَنْ أَقْوَامٍ يَقُومُونَ, وَعَنْ أَقْوَامٍ يَصُومُونَ: ((كَمْ مِنْ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ وَالْعَطَشُ! وَكَمْ مِنْ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا التَّعَبُ وَالنَّصَبُ)) .

هَذَا يُصَلِّي لِمَنْ؟! وَيَصُومُ لِمَنْ؟!

الْأَمْرُ مِنَ الْأُمُورِ الْعَظِيمَةِ وَمَا سَبَقَ مَنْ سَبَقَ إِلَّا بِنِيَّتِهِ أَخْلَصَهَا لِلَّهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- فَآتَاهُ اللهُ الْخَيْرَ.

وَالرَّجُلُ يَحْفَظُ مِنَ الْعِلْمِ عَلَى قَدْرِ نِيَّتِهِ , إِذَا كَانَ صَحِيحَ النِّيَّةِ آتَاهُ اللهُ الْعِلْمَ -الْعِلْمَ الصَّحِيحَ- لَا الَّذِينَ يَحْفَظُونَ كَثِيرًا مِنَ الْعِلْمِ الَّذِي لَيْسَ بِعِلْمٍ فِي الْحَقِيقَةِ.

كَثِيرٌ جِدًّا مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ يَعْرِفُونَ فِي فَنِّ الْمَنْطِقِ، وَفِي الْفَلْسَفَةِ، وَفِي عِلْمِ الْكَلَامِ، وَفِي الْجَدَلِ، وَفِي أَمْثَالِ هَذِهِ الْعُلُومِ يَعْرِفُونَ الْكَثِيرَ وَالْكَثِيرَ، وَلَكِنْ لَيْسَ هَذَا بِعِلْمٍ عِنْدَ التَّحْقِيقِ.

«فَالرَّجُلُ إِنَّمَا يَحْفَظُ الْعِلْمَ عَلَى قَدْرِ نِيَّتِهِ»؛ كَمَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- .

الْإِنْسَانُ يَجْتَهِدُ فِي أَنْ يَكُونَ عَمَلُهُ لِلَّهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-.

وَعَلَيْهِ أَنْ يَجْتَهِدَ فِي أَنْ يَكُونَ بَعِيدًا عَنْ مُوَاقَعَةِ مَا يَخْدِشُ حَدَقَةَ عَيْنِ تَوْحِيدِهِ, وَأَنْ يَفْعَلَ شَيْئًا لِغَيْرِ اللهِ, وَأَنْ يُحَرِّرَ نِيَّتَهُ لِلَّهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- وَحْدَهُ.

وَعَلَى الْإِنْسَانِ أَنْ يَعْلَمَ أَيْضًا أَنَّهُ رُبَّمَا يُوَسْوِسُ فَيَدَعُ الْعَمَلَ الصَّالِحَ؛ خَوْفًا مِنَ الْوُقُوعِ فِي الرِّيَاءِ؛ هَذَا رِيَاءٌ.

فَتَرْكُ الْعَمَلِ لِأَجْلِ النَّاسِ رِيَاءٌ.

وَأَمَّا الْعَمَلُ لِأَجْلِ النَّاسِ فَشِرْكٌ.

فَاحْذَرْ هَذِهِ؛ لِأَنَّهُ كَمَا تَعْلَمُ: الْفَضِيلَةُ وَسَطٌ بَيْنَ رَذِيلَتَيْنِ.

الشَّجَاعَةُ وَسَطٌ بَيْنَ التَّهَوُّرِ وَالْجُبْنِ.

الْكَرَمُ وَسَطٌ بَيْنَ الْإِسْرَافِ وَالْبُخْلِ.

فَدَائِمًا تَجِدُ الْفَضِيلَةَ وَسَطًا بَيْنَ طَرَفَيْنِ بَيْنَ نَقِيضَيْنِ.

فَإِذَا تَوَسَّطْتَ فِي هَذَا الْأَمْرِ أَفْلَحْتَ وَأَنْجَحْتَ.

إِذَا وَسْوَسْتَ سَتَتْرُكُ الْأَعْمَالَ كُلَّهَا وَلَنْ تَعْمَلَ شَيْئًا؛ يَعْنِي: يَأْتِي الشَّيْطَانُ الْعَبْدَ؛ فَيُوَسْوِسُ لَهُ, وَيَقُولُ: سَتَعْمَلُ هَذَا الْعَمَلَ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَرَاكَ النَّاسُ؛ فَدَعْهُ.

إِذَا تَرَكْتَ الْعَمَلَ لِأَجْلِ النَّاسِ؛ أَنْتَ لَحَظْتَ النَّاسَ فِي أَصْلُ الْعَمَلِ هَذَا هُوَ الرِّيَاءُ.

وَإِنَّمَا تُرَاغِمُ الشَّيْطَانَ وَتُرْغِمُهُ, وَتَجْعَلُ أَنْفَهُ فِي التُّرَابِ وَتَعْمَلُ الْعَمَلَ الصَّالِحَ, وَتَجْتَهِدُ فِي أَنْ يَكُونَ الْعَمَلُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَحْدَهُ.

فَالْإِنْسَانُ لَا يُوَسْوِسُ فِي هَذَا الْبَابِ، وَلَكِنْ لَا يُغْفِلُهُ؛ فَهُوَ مِنْ أَهَمِّ الْأَبْوَابِ فِي الْعِلْمِ, بَلْ هُوَ الْبَابُ الرَّئِيسُ, الْبَابُ الْأَعْظَمُ الَّذِي لَا يُدْخَلُ إِلَى دِينِ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- إِلَّا مِنْهُ؛ لِأَنَّهُ هُوَ الْإِخْلَاصُ.

وَالْإِنْسَانُ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مُخْلِصًا إِلَّا إِذَا نَحَّى النِّفَاقَ وَالرِّيَاءَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى يَكُونَ لِلَّهِ خَالِصًا.

وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ الْمَرْءُ مُخْلِصًا وَهُوَ يُهْمِلُ مَعْرِفَةَ هَذَا الْبَابِ؛ فَقَدْ يَكُونُ مُمْتَلِئًا بِالنِّفَاقِ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ.

قَدْ يَكُونُ الْإِنسَانُ مُمْتَلِئًا بِالنِّفَاقِ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ!!

هَذِهِ أُمُورٌ مُهِمَّةٌ يَنْبَغِي عَلَى الْإِنْسَانِ أَنْ يَجْتَهِدَ فِي مَعْرِفَتِهَا.

كَانَ بَعْضُهُمْ إِذَا جَلَسَ لِيَقْرَأَ فِي كِتَابِ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-، فَمَرَّ بِهِ الرَّجُلُ وَنَظَرَهُ, ثُمَّ عَادَ ذَلِكَ الرَّجُلُ كَانَ يُخْفِي هُوَ مُصْحَفَهُ بِثِيَابِهِ، يَقُولُ: لَا يَرَانِي هَذَا مَرَّتَيْنِ أَنْظُرُ فِي كِتَابِ اللهِ.

يُخْفِي عَمَلَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ.

يَتَعَلَّمُ الْإِخْلَاصَ وَيَتَعَلَّمُ كَيْفَ يَخْرُجُ مِنَ الرِّيَاءِ.

أَمَّا مَا نَحْنُ فِيهِ!! فَإِلَى اللهِ الْمُشْتَكَى, وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ.

وَلِذَلِكَ كَانَ بَعْضُهُمْ يَصُومُ؛ يَقُولُونَ: يَصُومُ أَرْبَعِينَ سَنَةً؛ يَعْنِي مَا أَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ ﷺ مِنَ الصِّيَامِ أَوْ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا, وَلَا يَعْلَمُ بِذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ؛ دُكَّانُهُ فِي سُوقٍ؛ فَيَأْخُذُ الطَّعَامَ فِي الصَّبَاحِ كَأَنَّهُ سَيُفْطِرُ بِهِ, وَقَدْ عَقَدَ الصِّيَامَ؛ فَإِذَا مَا خَرَجَ بِالطَّعَامِ تَصَدَّقَ بِهِ, وَيَعُودُ مَعَ الْمَغْرِبِ يُقَدِّمُونَ لَهُ عَشَاءَهُ, وَهُوَ يُفْطِرُ عَلَيْهِ وَلَا يُخْبِرُ بِذَلِكَ أَحَدًا, لَا تَعْلَمُ بِذَلِكَ امْرَأَتُهُ وَلَا وَلَدُهُ .

كَانَ بَعْضُهُمْ رُبَّمَا بَكَى مِنْ خَوْفِ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- وَرَأْسُهُ عَلَى الْوِسَادَةِ إِلَى رَأْسِ امْرَأَتِهِ؛ يَبْكِي حَتَّى يَبُلَّ وِسَادَتُهُ؛ لَا تَدْرِي بِذَلِكَ امْرَأَتُهُ مِنْ إِسْرَارِ بُكَائِهِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ؛ لَا تَطَّلِعُ عَلَى ذَلِكَ حَلِيلَتُهُ, وَرَأْسُهَا إِلَى رَأْسِهِ عَلَى وِسَادَةٍ وَاحِدَةٍ.

الْإِخْلَاصُ لِلَّهِ -جَلَّ وَعَلَا- فِي الْأَعْمَالِ، وَالْبُعْدُ عَنِ الرِّيَاءِ وَالنِّفَاقِ وَالسُّمْعَةِ، وَالْإِقْبَالُ عَلَى اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-.

فَنَحْنُ لَا نَقُولُ هَذَا الْكَلَامَ؛ لِأَنَّنَا حَقَّقْنَاهُ, وَإِنَّمَا دَائِمًا يَحْرِصُ الْعَبْدُ عَلَى تَذْكِيرِ نَفْسِهِ بِمَا يُقَصِّرُ فِيهِ مِنْ أُمُورِ الْخَيْرِ, وَتَذْكِيرِ نَفْسِهِ بِخَطَرِ مَا يَقَعُ فِيهِ مِنْ أُمُورِ الشَّرِّ.

فَمِنْ هَذَا الْبَابِ نَتَكَلَّمُ فِي هَذِهِ الْأُمُورِ؛ لَا أَنَّنَا بِمَبْعَدَةٍ عَنْهَا؛ نَعْلَمُهَا وَلَكِنْ لِأَنَّنَا نَتَوَرَّطُ فِيهَا.

نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُعَافِيَنَا وَإِيَّاكُمْ وَالْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ.

فَهَذَا تَذْكِيرٌ لِنَفْسِي أَوَّلًا, وَلِإِخْوَانِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ.

أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَرْزُقَنِي وَإِيَّاهُمُ الْإِخْلَاصَ, وَأَنْ يُجَنِّبَنِي وَإِيَّاهُمُ النِّفَاقَ وَالرِّيَاءَ وَالسُّمْعَةَ, وَأَنْ يَجْعَلَنِي وَإِيَّاهُمْ مِنَ الْخَالِصِينَ الْمُخْلَصِينَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ, وَأَنْ يُحْسِنَ لِي وَلَهُمُ الْخِتَامَ أَجْمَعِينَ.

وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.

 

المصدر:النِّفَاقُ... عَلَامَاتُهُ، وَخُطُورَتُهُ

التعليقات


فوائد مفرغة قد تعجبك


  سُؤَالُ النَّبِيِّ ﷺ رَبَّهُ الثَّبَاتَ عَلَى الدِّينِ
  الْمَقَاصِدُ الْعُظْمَى لِدِينِ الْإِسْلَامِ الْعَظِيمِ
  أَفْضَلُ الصُّوَّامِ أَكْثَرُهُمْ ذِكْرًا للهِ
  فَضَائِلُ لَيْلَةِ الْقَدْرِ
  لَنْ تُوَفِّيَ أُمَّكَ حَقَّهَا!!
  ثَمَرَاتُ الْمُرَاقَبَةِ وَرِعَايَةِ الضَّمَائِرِ
  نَمَاذِجُ دَالَّةٌ عَلَى الْمَعِيَّةِ الْخَاصَّةِ
  الْعِلْمُ وَالْقُوَّةُ الْعَسْكَرِيَّةُ مِنْ سُبُلِ بِنَاءِ الْأُمَمِ
  ذِكْرُ اللهِ هُوَ رُوحُ الْعِبَادَةِ فِي الْإِسْلَامِ
  مِنْ دُرُوسِ الْإِسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ: عِظَمُ قَدْرِ الصَّلَاةِ فِي الْإِسْلَامِ وَعُلُوُّ مَنْزِلَتِهَا
  شَرَعَ اللهُ الزَّوَاجَ لِتَكْوِينِ أُسَرٍ يَخْرُجُ مِنْهَا نَشْءٌ مُوَحِّدٌ للهِ
  رِضَا اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- أَجَلُّ الْغَايَاتِ
  تَفْصِيلُ الْقَوْلِ فِي اجْتِمَاعِ الْعِيدِ وَالْجُمُعَةِ
  مَعَالِمُ الرَّحْمَةِ فِي خُطْبَةِ الْوَدَاعِ
  مُوجِبَاتُ الْعِتْقِ مِنَ النِّيرَانِ فِي رَمَضَانَ
  • شارك