نَمَاذِجُ لِلْإِيجَابِيَّةِ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ


 ((نَمَاذِجُ لِلْإِيجَابِيَّةِ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ))

مِنْ أَعْظَمِ صُوَرِ الْإِيجَابِيَّةِ: مُسَاعَدَةُ الْخَلْقِ، وَنَبِيُّ اللهِ مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ- أُسْوَةٌ فِي ذَلِكَ وَمِثَالٌ، فَقَدْ قَالَ اللهُ -جَلَّ وَعَلَا-: {وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ (22) وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24)} [القصص: 22-24].

{وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ} أَيْ: قَصَدَ نَحْوَهَا مَاضِيًا إِلَيْهَا، وَكَانَ مُوسَى قَدْ خَرَجَ خَائِفًا بِلَا ظَهْرٍ وَلَا حِذَاءٍ وَلَا زَادٍ، وَكَانَتْ مَدْيَنُ عَلَى مَسِيرَةِ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ مِنْ مِصْرَ، {قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ} أَيْ: قَصْدَ الطَّرِيقِ إِلَى مَدْيَنَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَهُوَ أَوَّلُ ابْتِلَاءٍ مِنَ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- لِمُوسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ-.

{وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ}: وَهُوَ بِئْرٌ كَانُوا يَسْقُونَ مِنْهَا مَوَاشِيَهُمْ، {وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً}: أَيْ: جَمَاعَةً {مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ}: مَوَاشِيَهُمْ، {وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ} يَعْنِي: سِوَى الْجَمَاعَةِ {امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ} يَعْنِي: تَحْبِسَانِ وَتَمْنَعَانِ أَغْنَامَهُمَا عَنِ الْمَاءِ حَتَّى يَفْرُغَ النَّاسُ وَتَخْلُو لَهُمُ الْبِئْرُ.

{قَالَ} يَعْنِي: مُوسَى لِلْمَرْأَتَيْنِ {مَا خَطْبُكُمَا}: مَا شَأْنُكُمَا؛ لَا تَسْقِيَانِ مَوَاشِيَكُمَا مَعَ النَّاسِ؟

{قَالَتَا لا نَسْقِي} أَغْنَامَنَا {حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ} أَيْ: حَتَّى يَصْرِفُوا هُمْ مَوَاشِيَهُمْ عَنِ الْمَاءِ.

وَمَعْنَى الْآيَةِ: لَا نَسْقِي مَوَاشِيَنَا حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ؛ لِأَنَّا امْرَأَتَانِ لَا نُطِيقُ أَنْ نَسْقِيَ، وَلَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُزَاحِمَ الرِّجَالَ، فَإِذَا صَدَرُوا سَقَيْنَا مَوَاشِيَنَا مَا أَفْضَلَتْ مَوَاشِيهُمْ فِي الْحَوْضِ {وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ} لَا يَقْدِرُ أَنْ يَسْقِيَ مَوَاشِيَهُ؛ فَلِذَلِكَ احْتَجْنَا نَحْنُ إِلَى سَقْيِ الْغَنَمِ.

فَلَمَّا سَمِعَ مُوسَى قَوْلَهُمَا رَحِمَهُمَا، فَاقْتَلَعَ صَخْرَةً مِنْ رَأْسِ بِئْرٍ أُخْرَى كَانَتْ بِقُرْبِهِمَا لَا يُطِيقُ رَفْعَهَا إِلَّا جَمَاعَةٌ مِنَ النَّاسِ، {فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ} ظِلِّ شَجَرَةٍ، فَجَلَسَ فِي ظِلِّهَا مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ وَهُوَ جَائِعٌ، {فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنـزلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ} طَعَامٍ، {فَقِير} يَقُولُ: {إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ} أَيْ: طَعَامٍ، فَقِيرٌ مُحْتَاجٌ، كَانَ يَطْلُبُ الطَّعَامَ لِجُوعِهِ.

*لَقَدْ دَعَا مُؤْمِنُ الْقَرْيَةِ لِاتِّبَاعِ الرُّسُلِ بِحَمَاسَةٍ وَعَزْمٍ؛ دِفَاعًا عَنِ الْحَقِّ الرَّبَانِيِّ، وَحِرْصًا عَلَى صَالِحِ قَوْمِهِ، قَالَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22)} [يس: 20-22].

وَجَاءَ مِنْ أَبْعَدِ مَكَانٍ بِالْمَدِينَةِ رَجُلٌ مُجَاهِدٌ، يُسْرِعُ نَحْوَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَنْ حَمَاسَةٍ وَتَصْمِيمٍ وَتَضْحِيَةٍ بِالنَّفْسِ؛ دِفَاعًا عَنِ الْحَقِّ الرَّبَانِيِّ، لَمَّا بَلَغَهُ أَنَّ قَوْمَهُ كَذَّبُوا الرُّسُلَ، وَأَرَادُوا قَتْلَهُمْ، قَالَ: يَا قَوْمِ! اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ فِيمَا يَدْعُونَكُمْ إِلَيْهِ مِنْ تَوْحِيدِ اللهِ تَعَالَى وَعِبَادَتِهِ.

اتَّبِعُوا الَّذِينَ لَا يَطْلُبُونَ مِنْكُمْ أَجْرًا عَلَى نُصْحِكُمْ وَإِرْشَادِكُمْ، فَهُمْ لَيْسُوا أَصْحَابَ مَصَالِحَ شَخْصِيَّةٍ دُنْيَوِيَّةٍ.

وَهُمْ مُهْتَدُونَ فِي ذَوَاتِهِمْ وَأَخْلَاقِهِمْ وَمُعَامَلَاتِهِمْ، فَلَا تَخْسُرُونَ مَعَهُمْ شَيْئًا مِنْ دُنْيَاكُمْ، وَتَرْبَحُونَ مَعَهُمْ صِحَّةَ دِينِكُمْ، فَيَحْصُلُ لَكُمْ خَيْرُ الدُّنْيَا وَخَيْرُ الْآخِرَةِ.

وَلَمَّا دَعَا هَذَا الرَّجُلُ الْمُؤْمِنُ لِاتِّبَاعِ الرُّسُلِ، حَاكَمَهُ أَهْلُ الْقَرْيَةِ؛ لِأَنَّهُ خَرَجَ عَنْ مِلَّتِهِمْ، وَقَالُوا لَهُ: أَتَرَكْتَ عِبَادَةَ آلَهَتِنَا، وَذَهَبْتَ تَعْبُدُ مَا يَدْعُو إِلَيْهِ هَؤُلَاءِ الرُّسُلُ؟

فَأَجَابَهُمْ بِحِكْمَةٍ وَسَدَادٍ: نَعَمْ، أُومِنُ بِمَا جَاءُوا بِهِ، وَأَعْبُدُ رَبِّي وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ لِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي خَلَقَنِي، وَأَيُّ شَيْءٍ يَمْنَعُنِي مِنْ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِي خَلَقَنِي، وَإِلَيْهِ وَحْدَهُ تُرَدُّونَ عِنْدَ الْبَعْثِ، فَيَجْزِيكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ؟!!

*إِيجَابِيَّةُ نَمْلَةٍ بحِرْصِهَا عَلَى قَوْمِهَا مِنَ النَّمْلِ، وَشُعُورِهَا بِالْمَسْئُولِيَّةِ نَحْوَهُمْ؛ وَتَحْذِيرِهِمْ؛ خَشْيَةً عَلَيْهُمْ، وَرَغْبَةً فِي نَجَاتِهِمْ، قَالَ اللهُ -جَلَّ وَعَلَا-: {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [النمل: 18].

فَسَارَ سُلَيْمَانُ بِجُنُودِهِ الْكَثِيفَةِ يَجْتَازُ أَرْضًا فَأَرْضًا، حَتَّى إِذَا أَشْرَفُوا عَلَى وَادِي النَّمْلِ، قَالَتْ نَمْلَةٌ: يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ، لَا يُكَسِّرَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ دُونَ اكْتِرَاثٍ وَلَا الْتِفَاتٍ.

وَلَوْ لَمْ تَدْخُلُوا وَطَئُوكُمْ وَلَمْ يَشْعُرُوا بِذَلِكَ، فَهُمْ لِشِدَّةِ عَدْلِهِمْ وَفَضْلِهِمْ لَا يَقْتُلُونَ نَمْلَةً فَمَا فَوْقَهَا بِغَيْرِ وَجْهِ حَقٍّ إِلَّا إِذَا وَقَعَ مِنْهُمْ ذَلِكَ بِدُونِ قَصْدٍ وَلَا أَدْنَى عِلْمٍ.

وَفِي كَلَامِ النَّمْلَةِ إِشْعَارٌ بِاهْتِمَامِهَا بِأُمُورِ جَمَاعَتِهَا، بِاعْتِبَارِهَا وَاحِدَةً مِنْ تِلْكَ الْجَمَاعَةِ، وَكَانَ بِوُسْعِهَا أَنْ تَخْتَفِيَ فِي مَكَانٍ أَمِينٍ، وَتَدَعَ بَنِي جِنْسِهَا مِنَ النَّمْلِ وَشَأْنَهُمْ، وَلَكِنَّهَا لَمْ تَفْعَلْ ذَلِكَ، بَلْ قَامَتْ بِتَحْذِيرِهِمْ مَعَ بَيَانِ وَجْهِ هَذَا التَّحْذِيرِ، مِمَّا يَدُلُّ عَلَى شُعُورِهَا بِالْمَسْئُولِيَّةِ نَحْوَهُمْ، وَأَنَّ الْوَاجِبَ عَلَيْهَا أَنْ تَحْرِصَ عَلَى نَجَاتِهِمْ، وَدَفْعِ الشَّرِّ عَنْهُمْ، كَمَا تَحْرِصُ عَلَى نَجَاةِ نَفْسِهَا وَدَفْعِ الشَّرِّ عَنْهَا.

 

*لَا يَسْتَوِي الْعَاجِزُ وَالرَّشِيدُ الْآمِرُ بِالْعَدْلِ، قَالَ رَبُّنَا -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [النحل: 76].

وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا -لِبُطْلَانِ الشِّرْكِ- رَجُلَيْنِ؛ أَحَدُهُمَا وُلِدَ أَخْرَسَ، لَا يَفْهَمُ وَلَا يُفْهِمُ، وَعَاجِزٌ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ شَيْئًا، وَهُوَ ثَقِيلٌ عَلَى مَنْ يَلِي أَمْرَهُ وَيَعُولُهُ، حَيْثُمَا يُرْسِلُهُ وَيُصَرِّفُهُ فِي طَلَبِ حَاجَةٍ أَوْ كِفَايَةِ مُهِمٍّ لَا يَأْتِي بِنُجْحٍ؛ لِأَنَّهُ أَخْرَسُ عَاجِزٌ.

هَلْ يَسْتَوِي صَاحِبُ هَذِهِ الصِّفَاتِ الْمَذْمُومَةِ وَمَنْ هُوَ سَلِيمُ الْحَوَاسِّ، ذُو رُشْدٍ وَرَأْيٍ، يَأْمُرُ النَّاسَ بِالْعَدْلِ وَالْخَيْرِ، وَهُوَ فِي نَفْسِهِ عَلَى سِيرَةٍ صَالِحَةٍ وَدِينٍ قَوِيمٍ؟!!

هَلْ يَسْتَوِي هَذَانِ الرَّجُلَانِ فِي مَفَاهِيمِكُمْ أَيُّهَا الْمُشْرِكُونَ؟!!

فَكَيْفَ تُسَوُّونَ فِي الْإِلَهِيَّةِ بَيْنَ أَوْثَانِكُمُ الْجَامِدَةِ الَّتِي لَا يُرْجَى مِنْهَا خَيْرٌ، وَلَا يُخْشَى مِنْهَا ضُرٌّ وَبَيْنَ رَبِّ الْعَالَمِينَ، خَالِقِ الْكَوْنِ، وَالْمُتَصَرِّفِ بِكُلِّ شَيْءٍ فِيهِ، وَالْمُحِيطِ بِكُلِّ شَيْئٍ عِلْمًا؟!!

 

المصدر: مَظَاهِرُ الْإِيجَابِيَّةِ فِي الْإِسْلَامِ

التعليقات


فوائد مفرغة قد تعجبك


  أَعْلَى دَرَجَاتِ الْعَطَاءِ لِلْوَطَنِ: الدَّعْوَةُ إِلَى التَّوْحِيدِ
  سُبُلُ مُقَاوَمَةِ الشَّائِعَاتِ شَرْعِيًّا وَاجْتِمَاعِيًّا
  وَسَائِلُ الدِّفَاعِ عَنِ الْوَطَنِ الْإِسْلَامِيِّ وَحِمَايَتِهِ
  الْحَثُّ عَلَى أَلْوَانٍ مِنَ الصَّدَقَاتِ فِي رَمَضَانَ
  مِنْ ثَمَرَاتِ بِرِّ الْأُمِّ: قَضَاءُ الْحَاجَاتِ وَتَفْرِيجُ الْكُرُبَاتِ وَاسْتِجَابَةُ الدَّعَوَاتِ
  المَوْعِظَةُ الرَّابِعَةَ عَشْرَةَ : ((جُمْلَةٌ مِنْ أُصُولِ الْعَقِيدَةِ لِعُمُومِ الْمُسْلِمِينَ(1) ))
  مَظَاهِرُ النِّظَامِ فِي الْعِبَادَاتِ
  أَدِلَّةُ تَحْرِيمِ الْمُسْكِرَاتِ وَالْمُخَدِّرَاتِ
  وِقَايَةُ الْأَبْنَاءِ مِنْ مَكْرِ أَصْحَابِ الْأَحْزَابِ وَالْجَمَاعَاتِ
  النَّبِيُّ ﷺ وَالصَّحَابَةُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ- الْأُسْوَةُ فِي الْأَخْلَاقِ الْفَاضِلَةِ
  الْإِسْلَامُ دِينُ الِاعْتِدَالِ وَالْوَسَطِيَّةِ وَالِاسْتِقَامَةِ
  دَلَائِلُ عَدْلِ وَرَحْمَةِ الْإِسْلَامِ بِالْعَالَمِ
  تَرْغِيبُ النَّبِيِّ ﷺ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِ الْمُسْلِمِينَ
  هِجْرَةُ النَّبِيِّ ﷺ حَدَثٌ مَتَفِرِّدٌ فِي تَارِيخِ الْبَشَرِيَّةِ
  رِسَالَةٌ إِلَى الْمُنَادِينَ بِالْخُرُوجِ وَإِحْدَاثِ الْفَوْضَى
  • شارك