تفريغ مقطع : المعركة بين المسلمين والغرب

«المعركة بين المسلمين والغرب»

ولا تريدُ تلكَ القوة الغربية التي تُحارِبُ الإسلام وتُعاندُهُ وتناوئُهُ مِن تطبيقِ الديمقراطية في المجتمعاتِ الإسلاميةِ مصلحةَ تلك المجتمعات، وإنما هي الحِيلةُ لتبديلِ الديانةِ ومَحْوِ الشريعةِ ومَحْقِ دينِ الإسلامِ العظيمِ، ثم الغرضُ المَصْلحيُّ بنَهْبِ الثروات، وإلَّا فإنهم لا يُطَبِّقُون مبادئَ الحريةِ ولا مبادئَ العدالة ولا مبادئَ المساواة التي رَفِعَت شعارات للشعوبِ المطحونة، إذ أنَّ الغالبَ على أرضِ اللهِ في مجتمعاتِ الناسِ أنها لا تُطَبِّقُ أحكامَ اللهِ في الغالبِ أو في الأغلبِ، لا تُطَبِّقُ أحكامَ اللهِ ونُظُمُهَا مُستبدة فاسدةٌ وعتيدة، وفي الجُملةِ مجرمةٌ وعنيدة إلا مَن رَحِمَ اللهُ ممَّن طَبَّقَ شَرْعَ اللهِ؛ فتكونُ البيئةُ مُمَهَّدةً وحَرْثُ التربةِ مُيَسَّرًا مِن أجلِ زَرْعِ تلك النُّظم؛ تأتيكم بالحرية، ترفعُ عنكم نِيِرَ الاستبدادِ، تَعْدِلُ في توزيعِ الثروات، ولا عليكم إذا مُحِيَ عنكم دينُكم، لأنك بعد حين تقتنعُ شِئتَ أَم أَبيت أنَّ الإسلامَ لم ينفع المجتمعات التي دَانَت بِهِ والتي تمسكت بهِ، ولقائلٍ حينئذٍ أنَّ يقولَ: فما الذي استفدناه مِن قرونٍ مُتطاولات صِرْنَا فيها أَحَطَّ الأُمم وأَذَلَّ الأقوامِ واستشرى فينا الجوعُ والفقرُ والمرضُ وتقدَّمَ غيرُنَا وليس هُم على دينِ الإسلامِ العظيمِ.

وهذا كلُّهُ باطلٌ في باطلٍ فمَا ضِعْنَا إلَّا لمَّا للإسلامِ ضَيَّعْنَا، لَمَّا ضَيَّعْنَا الإسلامَ ضِعْنَا، ولو أننا تَمسكنَا به؛ لدَانَت لَنَا الدنيا كلهَا.

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


  • شارك