تفريغ مقطع : لا تتكلم فيما لا يعنيك

((لا تتكلم فيما لا يعنيك))
أيها المسلمون؛ لو أننا كَفَفنا عن الكلامِ فيما لا يعني؛ فلن نتكلم؛ لأننا لا نتكلمُ في الحقيقةِ إلَّا فيما لا يَعْنينَا، ارجع إلى نَفسكِ صادقًا، وفَتِّش في نَفسكِ واعيًا؛ وسَتَرَى صِدْقَ ما أقول –إنْ شاءَ اللهُ جلَّ وعلا-.
ما نِسبةُ ما يعنيكَ إلى ما لا يَعنيكَ فيما تتكلمُ به إلَّا كتَفْلَةٍ في بحر، إلَّا كرَمْلَةٍ في صحراءَ جرداءَ لا أمدَ لها.
أَمْسِك لسانَك حتى تتوفرَ عليك طاقةُ عقلِك وطاقةُ قلبِك؛ مِن فَهمِك؛ من حِفظِك؛ مِن عِلمِك؛ مِن ذِكْرِك؛ مِن تُقاك وتقواك، فهذا كلُّهُ بسببِ هذه الآفة، فلو أنَّ كلَّ مسلمٍ؛ لو أنَّ كلَّ إنسان، فهذا نافعٌ لكلِّ إنسان، هذا مبدأٌ إنسانيٌّ عام، كقولهِ –صلى الله عليه وسلم-: ((احرِص على ما يَنْفعُك))، هذا ينفعُ الكافر وينفعُ المسلمَ نفعًا مُضاعفًا؛ لأنَّ ما ينفعُهُ بالضرورة وبالأوَّليَّةِ يتعلقُ بآخرتِه، وأمَّا الكافرُ فإنه يحرصُ على ما ينفعُه من أمرِ دُنياه فيستفيدُ أيضًا.
فكذلك لا تتكلم فيما لا يَعنيك، وَفِّر طاقةَ عقلِك وطاقةَ قلبِك واحفظ على نفسِك وقتَك واستثمرهُ؛ لأنه من المعلومِ أنَّ المالَ فرعُ الوقت، ومَنْ تَصَدَّقَ بالوقتِ فقد تَصَدَّقَ بالأصل؛ لأنَّ المالَ إنما هو حصيلةُ عملٍ وبذلِ مجهود في وقت، والوقتُ هو الأصل، وعليه؛ فعليكَ أنْ تتصدقَ بهذا الوقت في مصالحِ المسلمين، في الإصلاحِ بين المُتخَاصِمِين، في تقريبِ ما بينَ المُتنَازعين، في بثِّ العلمِ النافعِ، في الدعوةِ إلى العملِ الصالح.

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


  • شارك