تفريغ مقطع : رأيتم كيف زال ملك الملوك فكيف تظلمون

اتقوا اللهَ ربَّ العالمين في دينِكم، مَن يُحافظُ عليه...مَن يحميه...مَن يدافع عنه سوى المسلمين...سوى أهل السُّنةِ على وجهِ الخصوص؟!! فهُم الذين يعرفون حقيقة الدين ويتمسكون به.

مَن الذين ينظرون في المآلات ولا ينظرون تحت أقدامِهم؟

أهلُ السُّنةِ على وجهِ الخصوص.

مَن الذين يُقدِّرونَ المصلحةَ العامة ويُقدِّمونها على المصلحةِ الخاصة ولو وقعَ عليهم من الظلمِ ما وقع، يحتسبون، يطلبون من اللهِ ربِّ العالمين الرضوان؟

 

إنهم أهلُ السُّنة، يُتَّهَمون بالاتهاماتِ الباطلة، يُتتبَعون، يؤذى منهم مَن يُؤذى، ويُشَرَّدُ منهم مَن يُشَرَّد، ويُعذَّبُ منهم مَن يُعذَّب، ويُشْغَبُ على مَن منهم يُشْغَب، وهم يتضرعون إلى اللهِ ربِّ العالمين يطلبون الثباتَ على الدين.

احذروا الظلم؛ فإنَّ الظلمَ ظلماتٌ يوم القيامة، ولا تغتروا بظواهرِ الأحوال؛ فقد رأيتم بأعيُنِكم كيف زال مُلْكُ الملوك، وتحطمت كراسيٌّ وعروش؟!!

اتقوا اللهَ ربَّ العالمين؛ فقد رأيتم بأعيُنِكم ما لم يَرَهُ ما كان قبلكم، رأيتم عواقبَ الظلمِ الوخيمة وكيف استُلِبَ المُلْكُ ممن كان مالكًا، ثم وقعَ عليه من الذُّلِّ والخَسْفِ والهوان ما رأيتموه بأعيُنِكم وما تعلمونه عِلمَ اليقين، «إنَّ اللهَ ليُملي الظالم، حتى إذا أخذه لم يُفلتْهُ»،﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾ [هود: 102].

لا تغتروا بحِلْمِهِ؛ فإنَّ سعيدَ بن جُبير لمَّا سُلِّطَ عليه الحَجَّاج؛ كان يقول وهو يضحك: «عجبتُ من حلمِ اللهِ عليك وجُرأتك على الله».

لا تغتروا بحِلمِ اللهِ، فإنَّ اللهَ تبارك وتعالى- يمهلُ ولا يُهمل، يُملي للظالمِ حتى يأخذَهُ بظُلمِهِ، فإذا ما تورطَ في ظُلمٍ لا يُقبلُ عند اللهِ تبارك وتعالى-؛ رَحِمَ المظلومين.

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


  • شارك