تفريغ مقطع : الإسلام دين الحياء ومحاربة الفواحش

فإنَّ دينَ الإسلامِ العظيمِ هو دينُ الطَّهَارة، دينُ طهارةِ الباطنِ والظاهرِ على السواء، أَمَرَ اللهُ ربُّ العالمين بطهارةِ القلوبِ والأرواحِ والأنفُسِ، وأمرَ اللهُ ربُّ العالمين بطهارةِ الأبدانِ والثيابِ والأمْكنة، وهو دينُ العِفَّةُ ودينُ العفافُ، ينفي الفاحشةَ ويُحاربها ويَسُدُّ المسالكَ التي تؤدي إليها

{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} [الأعراف: 33].

فحرَّم اللهُ ربُّ العالمين كبائرَ الإثمِ والفواحش كالزنا، واللواط، وإتيان النساء النساء، وما سوى ذلك مما حَرَّمَهُ اللهُ ربُّ العالمين من تلك الفواحشِ التي تتعلقُ بالأبدانِ ظاهرًا، وحرَّمُ اللهُ ربُّ العالمين ما بطنَ من الفواحشِ أيضًا من النفاقِ ومن الحقدِ والحسدِ والغِلِّ والضغينةِ ومِن العُجْبِ ومن محبةِ المَحمدةِ والسُّمعة، وما سوى ذلك مما يتعلق بالقلوب

{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} [الأعراف: 33].

فحرَّمَ اللهُ ربُّ العالمين الفواحش، وسَدَّ اللهُ ربُّ العالمين المسالكَ المؤديةَ إليها، ومعلومٌ أنَّ للوسائلِ حُكْمَ المقاصد سواءً بسواء، فإذا كانت المقاصد مُحرَّمة؛ فإنَّ الوسائلَ التي تؤدي إليها مُحرَّمةُ بلا امتراء، وقد تظاهرت على إثباتِ ذلك نصوصُ الكتابِ والسُّنَّة.

واللهُ ربُّ العالمين أخبرنَا على لسانِ نبيِّنا الأمين صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- عن عِظَمِ فضيلةِ الحياءِ، وأنَّ اللهَ ربَّ العالمين جعل هذا الخُلُقَ خُلُقَ الإسلام، وخَلَّقَ النبيَّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم- منه بالنصيبِ الأوفى وجعلَ له فيه القِدْحَ المُعَلَّى، وجعلَهُ صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أحيا الخَلْقِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

وجعل اللهُ ربُّ العالمين الحياءَ حاجزًا عن الوقوعِ فيما حرَّمَ اللهُ ربُّ العالمين، وجعلَ الحياءَ من خُلُقِ الملائكةِ المُطَهَّرين.

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


  • شارك