تفريغ مقطع : كَلَامُ اللهِ... كَلَامُ اللهِ كَلَامُ اللهِ.

القُرآنُ كَلَامُ الله، وَهَذا المَعْنَى لَوْ أَنَّ الذِّهنَ استَوْعَبَهُ؛ لَكَانَ المَرءُ سَائِرًا عَلَى الطَّرِيقِ المُستَقِيم، كَيف؟

كَانَ مَعَنَا بَعضُ الأَعَاجِمِ يَدرُسُونَ فِي الأَزهَر يَحْمِلُونَ القُرآنَ كَامِلًا، وَكَانَ الوَاحِدُ مِنهُم يُسَافِرُ فِي آخِرِ شَعْبَان إِلَى بَلَدِهِ فَإِذَا مَا سُئِلَ: لِمَ تُسَافِر؟

يَقُولُ: لِأَنِّي أُصَلِّي بِأَهْل بَلْدَتِي -بِأَهْل قَرْيَتِي- التَّرَاوِيحَ -القِيَّامَ- فِي رَمَضَانَ, فَأُصَلِّي بِهِم فِي كُلِّ لَيْلَةٍ بِجُزءٍ كَامِلٍ مِنَ القُرآنِ العَظِيمِ، وَلَا يَتَوَفَّرُ الحُفَّاظُ فِي قَرْيَتِنَا أَوْ فِي بَلَدِنَا.

فَأَنَا أُسَافِرُ عَلَى نَفَقَتِهِم؛ مِنْ أَجْلِ أَنْ يُصَلِّيَ بِهِم فِي شَهْرِ رَمَضَانَ القِيَامَ بِجُزءٍ كَامِلٍ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ وَرُبَّمَا يَزِيدُ بِهِم فِي بَعْضِ اللَّيَالِي!

فَنَقُولُ نَحْنُ مُتَعَجِّبِينَ: قَوْمُكَ مِنَ الأَعَاجِمِ لَا يَعْرِفُونَ العَرَبِيَّة, وَلَا يَفْقَهُونَ فِي القُرآنِ رُبَّمَا حَرْفًا وَاحِدًا, فَمَا هَذَا العَنَاءُ؟ وَلِمَ؟

فَيَقُولُ : إِنَّهُم إِذَا مَا وَقَفُوا خَلْفِي صُفُوفًا, فَبَدَأْتُ فِي التِّلَاوَةِ؛ إِبتَدَأَ البُكَاءُ حَتَّى يَرْتَجَّ المَسجِدُ مِنَ البُكَاءِ!!

نَقُولُ نَحْنُ مُتَعَجِّبينَ: وَيَفْهَمُون؟!!

يَقُولُ: لَا؛ وَلَكِن أَيُّ عَجَبٍ فِي هَذَا، هُمْ يَقُولُونَ بِلُغَتِهِم: كَلَامُ اللهِ، كَلَامُ اللهِ... كَلَامُ اللهِ كَلَامُ اللهِ.

كَلَامُ اللهِ، أَتَعِي كَلَامَ اللهِ، هُوَ كَلَامُهُ... كَلَامُ الله!!

لَوْ تَأَمَّلْتَ فِي هَذَا المَعْنَى وَوَعَيْتَهُ؛ حَقًّا لَغَيَّرَ حَيَاتُك.

كَلَامُ اللهِ... كَلَامُهُ صِفَةٌ مِن صِفَاتِهِ.

لَوْ تَعَامَلْتَ مَعَ القُرآنِ عَلَى هَذا النَّحوِ؛ لَاسْتَقَامَت قَدَمُكَ عَلَى الطَّرِيقِ.

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


  • شارك