تفريغ مقطع : الحرب على مصر حرب عقائدية فهل تخاض بالطعن في ثوابت الدين

إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ؛ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم-. 
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم- وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ. 
أَمَّا بَعْدُ:
فَمَا زَالَت الأحداثُ الداميةُ التي تَقَعُ في مِصْرَ تَدُلُّ على أنَّ أَكْثَرَ الذينَ يتناولونَهَا بالتحليلِ والتفسيرِ والتوضيحِ والتَّبِيينِ؛ لا يَخْرُجُ تَنَاولُهُم عَن الثرثرةِ الفارغةِ الجاهلةِ بحقيقةِ المعركةِ الدائرةِ وماهيَّةِ الصِّرَاعِ المُحْتَدِمِ, وَلَا شَكَّ أنَّهُ عِنْدَ احتدامِ الصِّرَاعِ يَتَوَارَى الصوابُ, وَمِن أكبرِ العَيْبِ، وهو دليلٌ قاطعٌ على انعدامِ المُروءةِ, وَفُجْرِ الخصومةِ, وتَدَنِّي النَّفْسِ أنْ يُتَاجَرَ بالأشْلَاءِ والدِّمَاءِ, وأنْ يُزَايَدَ على الحَسَرَاتِ والعَبَرَاتِ!!
هل يَعْلَمُ الذينَ يَمْلَؤُونَ الدنيا في الفضائياتِ ثَرْثَرَةً وَكَلَامًا, ويَمْلَؤُونَ الأوراقَ في الصُّحُفِ والمَجَلَّاتِ مِدَادًا وَسَوَادًا, ويَزْحَمُونَ العَالَمَ الافتراضيَّ أكاذيبَ وبُهْتَانًا, هَل يَعْلَمُ هؤلاء أنَّ الحربَ التي تخوضُهَا مِصْر –قِيَادَةً وَجَيْشًا وشُرْطَةً وَشَعْبًا- حَرْبٌ عقائديةٌ؟
فَهَل تُخَاضُ هذه الحربُ بالاعتداءِ على الدِّينِ والطَّعْنِ في ثَوَابِتِهِ؟
أليسَ هذا مِمَّا يُعْطِي الحُجَّةَ للتكفيريينَ أمامَ أنفُسِهِم؟!
وهل يَعْلَمُ المُتكلمونَ أنَّ الذينَ يُكَفِّرونَ ويُفَجِّرُونَ ويَنْسِفُونَ ويَقْتُلُونَ يعتقدونَ أنَّ المسلمينَ أَشَدُّ كُفْرًا مِن المَسيحيينَ واليهود؟!
يَعْتَقِدُونَ أنَّ المُسلمينَ مُرْتَدِّينَ عن الإسلامِ؛ بَيْنَمَا الآخرونَ أَهْلُ كتابٍ, فَهُم أقربُ إليهم مِن المُسلمينَ المُرتدِّين!!
وهل يَعْلَمُ هؤلاء المُحَلِّلُونَ أنَّ الاعتداءَ على الكنائسِ وقَتْلَ المسيحيينَ لَيْسَ مَقْصُودًا أَوَّليًّا عندَ التكفيريين؟!
وَهُم لا يحتاجونَ إلى مَن يُعَلِّمُهُم أنَّ المَسيحيينَ كُفَّار؛ فيقومونَ بِقَتْلِهِم لِكُفْرِهِم، وكيفَ ذلك وَهُم يُكَفِّرُونَ المُسلمينَ, وَيُكَفِّرُونَ مَنْ يقولُ بِتِلْكَ المَقولةِ مِن المُسلمين!!
إنَّ المَقصودَ الأَوَّلَ هو مِصْر –قِيَادَةً وَشَعْبًا وَشُرْطَةً وَجَيْشًا-, المقصودُ هو الدولةُ, والتكفيريونَ يُكَفِّرُونَ المُسلمينَ أَشَدَّ مِن تكفيرِهِم للمَسيحيين.
فهل يَعْلَمُ الذينَ يَمْلَؤُونَ الدنيا في الفضائياتِ ثَرْثَرَةً وَكَلَامًا, و يَمْلَؤُونَ الأوراقَ في الصُّحُفِ والمَجَلَّاتِ مِدَادًا وَسَوَادًا, وَيَزْحَمُونَ العَالَمَ الافتراضيَّ أكاذيبَ وبُهْتَانًا؛ أنَّ اللَّعِبَ بالعقائدِ سَكْبٌ للنِّفْطِ على النَّارِ؟!
لأنَّ المسيحيَّ لا يكونُ مَسيحيًّا إلَّا إذا آمنَ بـ((عقائدِ التَّثْليثِ والخَلَاصِ والصَّلْبِ والفِدَاءِ)), والمسلمُ لا يكونُ مُسْلِمًا إلَّا إذا كانَ بِتِلْكَ العقائدِ كافرًا, ولأنَّ المُسْلِمَ لا يكونُ مُسْلِمًا إلَّا إذا آمنَ بـ((الرِّسَالَةِ والرَّسُولِ والقُرآنِ)), والمسيحيُّ لا يكونُ مَسيحيًّا إلَّا إذا كان بِتِلْكَ العَقَائِدِ كَافِرًا.

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


  • شارك