تفريغ مقطع : إياك أن تكون ديوثا

((إِنَّ اللَّهَ يَغَارُ، وَغَيْرَتُهُ أَنْ تُؤْتَى في الأرضِ مَحَارِمُهٌ))، كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

والناسُ إذا لم يأمروا بالمعروف، وإذا لم يَنْهَوا عن المنُكر، وإذا لم يغاروا على دينِ اللهِ ربِّ العالمين؛ غارَ اللهُ على دينِهِ.

قالت: أَفَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟

قَالَ: ((نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الخُبْثُ)).  

إِذَا كَثُرَ الخُبْثُ؛ تنهارَ الأخلاقُ وتنحلُّ عُراها، ويُصبحُ الناسَ فوضى بلا زِمام ولا رباطٍ ولا حاجز؛ شهواتٌ متاحة، وأمورٌ كأنها صارت من الدينِ وليست من الدين.

حجابٌ مُتبرجٌ فهو دينٌ وليس من الدين، كما أخبر سَيدُ المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وخضوعٌ في القولِ -لست تدري لِمَا- ولِينٍ فيه، وفُحْشٍ وفاحشة، ولَذَّاتٍ متاحة، هي على مَسِّ البَنان، هي على طرفِ البَنان؛ لذَّاتٌ على طرفِ البنان!

فأين المُخْلَص؟ وإلى أين الهروب؟ وأين يمضي هاربٌ من دَمِهِ؟

((سَتَكُونُ فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُمْسِي الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، وَيُمْسِي كَافِرًا وَيُصْبِحُ مُؤْمِنًا، وَيَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا))، بشهوةٍ لائحةٍ، بِنَزْوَةٍ سانحةٍ، بعَرْضٍ لا قيمةَ له ولا خَطَر، إنما هو شيءٌ كالهباءِ بل هو الهباء.

إنَّ هذا الدين هو دينُ الطُّهرِ وفيه إجراءاته الوقائية، التي متى اتُّخِذت كانت حاجزةً عن الوقوعِ فيما يُغضِب ربَّ العالمين؛ نعم إجراءاتٌ وقائيةٌ، ومن سُلِبَ الغَيْرَةَ فكأنَّما سُلِبَ الدين؛ لأنه صار ديوثًا، وممن لا يدخلونَ الجنَّةَ فيما أخبر النبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قَتَّات ودَيوث؛ يعلمُ العيبَ في أهلِهِ ويسكتُ عليه.

وثلاثةٌ لا ينظرُ اللهُ ربُّ العالمين إليهم، وإذا لم ينظر إليهم لم يرحمهُم، وإذا لم يرحمهم؛ عذَّبَهم، وليس لهم في الجنةِ من نصيب؛ هؤلاء: ((العاقُّ لولديه، والدَّيوثُ، والمُتَرَجِّلَةُ من النساء))، المُتَرَجِّلَةُ من النساء التي تخرجُ عن طبيعتِها التي فَطَرَهَا اللهُ عليها؛ فهذه ملعونةٌ بلعنةِ رسولِ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وهي ممن يحتاجُ إلى البحثِ لا عن زوجٍ؛ بل إلى البحثِ عن زوجة، هذه المترجلةُ من النساء تحتاج لا إلى البحث عن زوج؛ بل تحتاج إلى البحث عن زوجة؛ لأنها صارت من جِنسِ الرجال!

نسألُ اللهَ ربَّ العالمين أنْ يرحمنا أجمعين دنيا وآخره إنه على كل شيءٍ قدير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


  • شارك