تفريغ مقطع : الحكمُ بما أنزل الله

الحكمُ بما أنزل الله

(مقطع صوتي عام 1997)

إنَّ الذي يُصيبَنا أيُّها الأحبة؛ إنما هو بذنوبِنا نحن، وكثيرٌ مِن الناسِ يحلو له أحيانًا أنْ يُعلِّقَ الفشلَ الذي تُعاني منه الأمة تعليقاتٍ لا تأتي بنتيجة، يعني

بعضُهم يقول مثلًا: إنَّ الذي نُعانيه نحن -مما هو نحنُ فيه من هذا الفشلِ الدائرِ في رُبوعِ المسلمين-؛ إنما هو بسببِ مَن يَحكمون المسلمين.

نقولُ له وما يترتبُ على هذا من العمل إنَّ الحُكمَ بما أنزل اللهُ ربُّ العالمين يشمل المجموع، يعني الرجل الذي يأتي لابنتهِ أو لأهلهِ لزوجهِ- بلباسِ البحرِ ويذهبُ بها إلى المصيف ويذهب بها إلى الشاطئ لتَعرضَ مفاتنها، مَن الذي أمره بأن يصنع ذلك؟ أيُّ حاكمٍ أمرَهُ بعينِهِ أنْ يفعلَ ذلك؟

هل فَعَلَ ذلك من نفسهِ أم أمره به آمر؟

مَن الذي أمرَ هذا الرجل بأنْ يفعلَ هذا الفِعْل؟

إنما فَعَلَهُ مِن عند نفسهِ.

فأنْ تُطَبِّقَ شَرْعَ اللهِ ربِّ العالمين على مستواك أنت أيضًا، يعني {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ} ليست خاصة بالحكام والحكومات، وإنما بِهم وبكم أيضًا، وأنتم لا تفعلون، جُملة المسلمين لا يَصلون، مَن الذي أمرَهم بألَّا يَصلُّوا؟ المساجد مفتوحة والأذان منها يُرفع برحمةِ اللهِ ربِّ العالمين، للهِ الحمدُ ربِّ العالمين مازال الأمرُ كذلك، ونسألُ اللهَ ربَّ العالمين أنْ يظلَّ كذلك وخيرًا مِن ذلك بفضلِهِ ورحمتِهِ.

 

المؤذِّنُ يقولُ: حيَّ على الصلاة حيَّ على الفلاح، ما الذي يمنع الإنسانَ مِن أنْ يدخلَ لكي يصليَ فَرْضَ رَبِّهِ ثم ينصرف فيضربُ في الأرضِ كيف يشاء.

ما الذي يمنعك؟ مَن الذي أَمَرَهُ ألَّا يدخل المسجد؟!!

ومَن الذي حَجَبَهُ عن الدخولِ؟!

أوهناك أمرٌ بألَّا يدخل الناسُ إذا ما سَمعوا حيَّ على الصلاةِ حيَّ على الفلاح بألَّا يُلَبُّوا داعيَ اللهِ ربِّ العالمين؟!!

لم يَصْدُر وللهِ ربِّ العالمين هذا الأمر بَعْد، فلِمَا لا يفعل الناسُ أَمْرَ اللهِ ربِّ العالمين؟!!

أَمْرٌ عجيبٌ، عجيبٌ جِدًّا .

 

الفشلُ على مستوى الأفرادِ أكبرُ منه على أيِّ مستوى قط، وكما تكونوا أنتم؛ إذا أردتم حاكمًا كعُمر فكونوا رعيَّةً كرعيةِ عُمر، إذا أردتم راعيًا كعُمر فكونوا أنتم بدءً رعيَّةً كرعيَّةِ عُمر، أمَّا أنْ تطلبوا وأنتم على ما أنتم عليه حاكمًا كعُمر فهذا مُحالٌ من المُحال، ليس في سُنَّةِ اللهِ كذلك، بل إذا ما أردتم حاكمًا كعُمر فكونوا أنتم رعيَّةً كرعيَّةِ عُمر.

إذن؛ فلا تلوموا إلا أنفسكم، ما الذي أمركم ومَنْ بأنْ تتدابروا وتتقاطعوا وتقطعوا أرحامكم؟ مَنْ؟!!

مَن الذي أمركم ألَّا تُخرِجوا صدقات وزكوات أموالكم؟ مَن الذي أمركم ؟!!

أنتم لا تصنعون؟

وكلُّ إنسانٍ كائنًا ما كان أَمْرُ العالم الذي يحيا فيه سيُسألُ عن نفسِهِ بدءً وستُطالب عن كلِّ أمرٍ مِنْ أمرِ اللهِ ربِّ العالمين بدءً، فمَن الذي أمركَ بالتقصيرِ في حقِّ اللهِ ربِّ العالمين؟

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


  • شارك