تفريغ مقطع : وما على المرء باس لو شتمه جميعُ الناس، وصِينت الديانة.

فإنّ أبا زرعة لما حُبس أحمد -رحمه الله تعالى- ودخل عليه، فقال: علام تقتل نفسك؟!! أجاب فلانٌ وفلانٌ! فأجب -تقيةً- ثم إذا ما انقشعت الغُمّة، وزالت المحنة، قرِّر عقيدة السلف من الصحابة ومَن تبعهم إلى عهدك، وهي ما جاء به رسول الله.

فقال له: اخرج، فانظر ثم ائتني، فخرج، فنظر، فعاد، قال: ما وجدتَ؟ قال: وجدتُ ألوفًا مؤلفة!! وفي رواية: وجدتُ مائة ألف من طلاب العلم معهم المحابرُ والأقلام والأوراق، كلهم يقول: ماذا قال أحمد؟!! قال: أقتلُ نفسي ولا أُضل هؤلاء؟!!

تبديل الملة!! تغيير دعائم الشريعة!!

ولو نظرتَ إلى الأمر مُسَطَّحًا، وما في أن يقول قائلٌ: القرآن مخلوق -تقيةً- ثم ينتهي الأمر!!

هذا تبديلٌ للعقيدة!! تغيير للشريعة!! تمامًا كما يقول قائل: وماذا في أن نقول: (الديمقراطية) من الإسلام!! .. (مَشِّهَا) (مَشِّهَا) ثم بعد قفْ عندها.

هذا موطن النزاع أن الدين يُغَيَّر!! وأنّ المعالم تُبَدَّل!! وأنّ الشكايات تُرفع إلى مَن هم في سُدَّة الحُكم ومواطن التنفيذ: أغيثونا!! أدركونا!! فلانٌ من الخطباء أو من المعلمين يقول: إنّ أهل الكتاب كفّار!!!

تبديل المواطن العقدية!! .. هذه هي القضية، وأما تلك الطنطنات الفارغة التي يدور بها القوم في منتدياتهم، وفي قنواتهم، وفي أحوالهم .. هذه لا تعني في شيء!! وما على المرء بأس لو شتمه جميعُ الناس، وصِينت الديانة.

فأما الشتمُ، وأما السبُّ، وأما اللمزُ، وأما الهمزُ، وأما الغمزُ، فهذا تحت مواطئ قدميّ!! مع صيانة الشريعة.

وأنا امرؤٌ مُبتلاً بالسفهاء منذ نشأتُ!! ولا يضيرني -أبدًا بفضل الله ورحمته- أن يزداد عدد السفهاء واحدًا أو اثنين!! أيُّ شيءٍ في هذا؟!!

قتل تسعة وتسعين نفسًا، فلما سأل العابد: هل لي من توبة؟ قال: لا، فقتله! كَمَّلَ به المائة! أيُّ شيء؟

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


  • شارك