تفريغ مقطع : تنبيهٌ هامٌّ في حقِّ الرسول ﷺ

 ((تنبيهٌ هامٌّ في حقِّ الرسول ﷺ)).

وتأمَّل في قولِ الراوي: ((وأشارَ بإصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهامَ))؛ لأنَّ التي تلي الإبهامَ تُعرفُ بالسبَّابةِ، وإنما قيلَ لها السبَّابة؛ لأن الرجُلَ إذا سَبَّ أشار بها، فقيل لها السبَّابة،فكانَ مِن الأدبِ ألَّا يجعلَ إصبعَ النبيِّ ﷺ موصوفةً بذلك، فقال: ((وأشارَ بإصبعيْه الوسْطَي والتي تلي الإبهام)) وهي عندنا السبَّابة-، ولكنَّهُ لم يقُل عن إصبعِ النبيِّ ﷺ السبَّابة، وبعضُ أهلِ العلمِ مِن الكبارِ من السالفينَ مِن أئمتِنَا يقول السبَّاحة، وأشارَ بالسبَّاحة؛ لأنَّ النبي ﷺ كان إذا خَطَبَ أشارَ بالسبَّاحةِ إلى السماءِ، هي عندَنَا السبَّابة، وعند النبيِّ ﷺ التي تلي الإبهام أو السَّبَّاحَة ﷺ، وهذا مِن الأدب.

على الإنسانِ أنْ يتأدبَ مع رسولِ اللهِ ﷺ، وأنْ يتأدبَ مع اللهِ، فإنَّ إبراهيمَ عليه السلام- لمَّا ذكرَ ما ذكرَ ما يُؤتيه اللهُ تعالى إيَّاهُ مِن الخير إذا ما احتاج إليه، لمَّا ذكرَ المرضَ لم يَنْسُبْهُ إلى اللهِ، وإنما قال: {وَإِذَا مَرِضْتُولم يقُل: وإذا أمْرَضَنِي، وإنما قال: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء: 80].

فيتأدبُ الإنسانُ مع ربِّهِ، ويتأدبُ مع نبيِّهِ ﷺ، ويتأدبُ مع القرآنِ، ويتأدبُ مع السُّنةِ، مَن استهزأَ بالسُّنةِ عامدًا متعمدًا خرجَ مِن المِلَّةِ، فلا يستهزئُ بالسُّنةِ وإنما يحترمُهَا، واحترامُهَا احترامٌ لمَن جاءَ بها ﷺ، والاستهزاءُ بالنبيِّ ﷺ كُفرٌ كما هو معلوم، وكذلك الاستهزاءُ بالدينِ والاستهزاءُ بالقرآنِ الكريمِ، فكيف بالاستهزاءِ بربِّ العالمين.

نسألُ اللهَ تبارك وتعالى- أنْ يرزقَنَا الأدبَ وحُسْنَهُ، وأنْ يجعلَنَا مِمَّن يستمعونَ القولَ فيَتَّبِعُون أحسنَهُ، وأنْ يُحسِنَ خِتَامَنَا أجمعين.

وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ أَجمَعِينَ.

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


  • شارك