تفريغ مقطع : هذا يَزيدُ الإِرْهَابُ إرهابًا ويزيدُ التَّطَرُّفَ تَطَرُّفًا.

بِمِثْلِ هذا يُحَارَبُ الإرْهَابُ؟!!  

فماذا تنتظرُ مِن النَّتَائِج؟

يعني عِنْدَمَا يعتقدُ إنسانٌ هذه العقيدة؛ فيقولُ: إنَّ الذي نَبْتَغِيه هو أنْ نُطَهِّرَ الأرضَ مِن أدناسِ القيادةِ الفَاسِقَةِ الفَاجِرَةِ التي أَخَذَهَا القَادَةُ الفَسَقَةُ الفَجَرَةُ، وأنْ نُذْهِبَ سِيَادتَهُم وسُلطانَهُم، وأنْ نُقيمَ في الأرضِ نِظَامَ الإمَامَةِ الصَّالِحَةِ الرَّاشِدَةِ، واعتقدَ أنَّ السَّعْيَ والكفاحَ المُتواصِلَ لأجلِ تحقيقِ هذا المُبْتَغَى هو أكبرُ وأنجحُ وسيلةٍ تُوصِلُهُ إلى نَيْلِ رِضَا الرَّبِّ تَعَالَى وَابْتغاءِ وَجْههُ الأَعْىََ في الدنيا والآخرة!!

ماذا تَنْتَظِرُ مِنْهُ؟!!

يأخذُ الحِزَامَ النَّاسِفَ أو السيَّارَةَ المُفَخَّخَةَ وهو مُعْتَقِدٌ اعتقادًا كاملًا بِمُجَرَّدِ مَا يُفَجَّر هو- سيكونُ مع الحُورِ العِين في الجَنَّةِ في أَقَلِّ مِن طَرْفَةِ العَيْنِ ويكونُ مع الحُورِ العِين في الجَنَّةِ.

هؤلاء الذين يَخْرجُونَ؛ يخرجونَ عن عقيدةٍ فاسدةٍ، وَلَكِنْ تُرِكُوا حتى تَجَذَّرَت تلكَ العقيدةَ في قلوبِهِم، لَم يَجِدُوا مَن يُصَحِّحُ لَهُم، انْشَغَلَ الذين يقولونَ أنهم يُحاربونَ التَّطَرُّفَ والإرهابَ بِتَأصِيلِ وتَجْذِيرِ التَّطَرُّفِ والإرهابِ في قلوبِ الشبابِ؛ لأنه مَن البَدَهيِّ أَنَّكَ لَنْ تُحَارِبَ الفِكْرَ الحَرُوريَّ الخَارِجيَّ بـ: مِصْر هي أُمِّي، نِيلْهَا جُوَّه دَمي!! بِالرَّقْصِ والميوعةِ!! ولا بالمُسلسلات والأفلام!!

هل تُحَارِبُ هذا الفِكْرَ وهو عقيدةٌ تَدْعُو إلى الشهادة عند مُعتقِدِهِ، يعتقدُ أنه أقربُ طريقٍ يُوَصِّلُهُ إلى رضوانِ اللهِ -جَلَّ وَعَلَا-، تُحَارِبُهُ أنت بمسرحيةٍ فيها تَطَاولٌ على الذَّاتِ الإلهيَّةِ؟!!

تُحَارِبُهُ بأنْ تَأتيَ بالعَلمانيين يُنْكِرُوا الثَّوَابِتَ مِن الدِّين كعذابِ القبرِ وبالطَّعْنِ في الصَّحَابَةِ والطَّعْنِ في الثوابتِ مِن السُّنَّةِ وغيرِ ذلك، هذا لا يزيدُ الأمرَ إلَّا فسادًا ولا يزيدُ هؤلاء إلَّا تَطَرُّفًا وإرهابًا؛ لأَنَّهُم يأخذونَ سَنَدًا بأنَّ ما يَصْنعونَهُ هو الحَقُّ، يقولونَ: نَعَم هؤلاء الذين نَقْتُلُهُم يستحقونَ القَتْلَ، هؤلاء الذين نُفَجِّرهُم يستحقونَ أنْ يُفَجَّرُوا.

أَعطيتُهُم سَنَدًا بأنْ جِئتَ لهم بِمَن يَزيدُ تَطَرُّفَهُم تَطَرُّفًا وإرهابَهُم إرهابًا!!

أو يأتي بجماعةٍ مِمَّن ينتسبُ إلى العِلْمِ وقد يَتزيَّا بِزيِّ أهلِهِ في هذا الزمانِ لكي يَخْبِطَ يمينًا وشمالًا وهو لا يَدْرِي عَمَّا يتكلم ولا يعرفُ حقيقةَ ما يتكلمُ فيه، ورُبَّمَا وَقَعَ في الشِّركِ الأكبر في أثناءِ الكلامِ وهو لا يدري، كَمَا يحدثُ كثيرًا عندما يتعرضُ لقضيةِ الوَلَاءِ والبَرَاءِ، فَمِن أَجْلِ أنْ يُظْهِرَ بِزَعْمِهِ سماحةَ الإسلامِ، يَنْسِفُ قواعدَ الولاءِ والبَرَاءِ فَيَخرُجُ مِن المِلَّةِ وهو لا يَدْري

بِمِثْلِ هذا يُحَارَبُ الإرْهَابُ؟!!

بِمِثْلِ هذا يُحَارَبُ التَّطَرُّفُ؟!!

هذا يَزيدُ الإِرْهَابُ إرهابًا ويزيدُ التَّطَرُّفَ تَطَرُّفًا.

فالعمليةُ مُعَقَّدَةٌ جِدًّا والطريقُ وَعْرَةٌ إلى أبعدِ مَدَى، وإنْ لم يُسَلِّمْنَا رَبُّنَا -جَلَّ وَعَلَا-؛ فَلا نَدْرِي إلى أينَ نَنْتَهِي، وَلَكِن رَجَاؤنَا في اللهِ العظيمِ الرَّحْمَن الرَّحِيم لا يَنْقَطِعُ.

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


  • شارك