تفريغ مقطع : السعادة في تقوى الله -عز وجل- الشيخ سليمان الرحيلي

السعادة في تقوى الله -عز وجل-

عِبَادَ اللَّهِ...

إِنَّ طَلَبَ السَّعَادَةِ وَالْخَيْرِ وَالاِسْتِقْرَارِ وَالطُّمَأْنِينَةِ أَمْرٌ فِطْرِيٌّ فِي الْإِنْسَانِ؛ يَطْلُبُهُ الصَّغِيرُ وَالكَبِيرُ, الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى, الْفُجَّارُ وَالْأَبْرَارُ, الْمُسْلِمُونَ وَالْكُفَّارُ, وَقَدْ تَنَوَّعَتْ طُرُقُ النَّاسِ فِي طَلَبِ تِلْكَ الْأُمُورِ يَا عِبَادَ اللَّهِ.

- فَمِنَ النَّاسِ مَنْ ظَنَّ أَنَّ السَّعَادَةَ فِي الْأَسْفَارِ, وَالتَّنَقُّلِ بَيْنَ الْأَقْطَارِ, فَيَظَلُّ طُولَ عُمُرِهِ يَنْتَقِلُ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ وَلَا تَهْنَأُ بِهِ زَوْجَةٌ وَلَا وَلَد, وَيَغْفَلُ فِي السَّفَرِ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- فَلَا يُحَصِّلُ مِنَ السَّعَادَةِ شَيْئًا!!

- وَمِنَ النَّاسِ مَنْ ظَنَّ أَنَّ السَّعَادَةَ فِي جَمْعِ الْأَمْوَالِ, وَتَكْثِيرِ الْأَوْلَادِ, حَتَّى أَلْهَتْهُ عَنْ طاَعَةِ اللَّهِ, وَأَلْهَتْهُ عَنْ حَقِّ اللَّهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-, فَلَمْ يُحَصِّلْ سَعَادَةً؛ بَلْ كَانَ أَمْرُهُ كَمَا قَالَ رُبَّنُا -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ [التكاثر: ١-٢].

- وَمِنَ النَّاسِ مَنْ ظَنَّ أَنَّ السَّعَادَةَ فِي إِعْطَاءِ النَّفْسِ شَهَوَاتِهَا, وَإِطْلَاقِهَا فِي مَلَذَّاتِهَا, وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ يُغْضِبُ اللَّهَ فِي عَلْيَائِهِ سُبْحَانَهُ!! فَمَا حَصَّلَ سَعَادَةً؛ بَلْ كَانَ فِي شَقَاءٍ, وَضَاقَ صَدْرُهُ, وَلَا يَزَالُ صَدْرُهُ يَضِيقُ مَا عَصَى اللَّهَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-.

- وَمِنَ النَّاسِ مَنْ ظَنَّ أَنَّ السَّعَادَةَ فِي الدُّنْيَا لَيْسَتْ مَوْجُودَةً, وَأَنَّهَا دُرَّةٌ مَنْشُودَةٌ مَفْقُودَةٌ, وَمَا دَرَى كُلُّ أُولَئِكَ الْمَسَاكِينِ أَنَّ السَّعَادَةَ مَوْجُودَةٌ مَوْجُودَةٌ, إِنَّهَا مَرْكُوزَةٌ فِي جُمْلَةٍ قَلِيلَةِ الْمَبْنَى, عَظِيمَةِ الْمَعْنَى, إِنَّهَا مَرْكُوزَةٌ فِي جُمْلَةٍ يَسْهُلُ نُطْقُهَا, وَيَصْعُبُ حَصْرُ خَيْرَاتِهَا, إِنَّهَا فِي «تَقْوَى اللَّهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-».

وَكَيْفَ لَا يَكُونَ الْأَمْرُ كَذِلَكَ:

وَهِيَ وَصِيَّةُ اللَّهِ لِلْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ: ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ﴾ [النساء: 131].

وَهِيَ أَمْرُ اللَّهِ لِلنَّاسِ أَجْمَعِينَ: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ﴾ [النساء: 1].

وَهِيَ أَمْرُ اللَّهِ لِمَعَاشِرِ الْمُؤْمِنِينَ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ﴾ [الحشر: 18].

وَهِيَ أَمْرُ اللَّهِ لِسَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ, وَخَيْرِ وَلَدِ آدَمَ أَجْمَعِينَ: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ﴾ [الأحزاب: 1].

وَهِيَ وَصِيَّةُ النَّبِيِّ الْكَرِيمِ: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ».

وَهِيَ وَصِيَّةُ السَّلَفِ الصَّالِحِينَ؛ فَمَا عُرِفَتْ وَصِيَّةٌ أَعْظَمُ وَلَا أَكْرَمُ وَلَا أَكْثَرُ فِي لِسَانِ السَّلَفِ مِنَ الْوَصِيَّةِ بِتَقْوَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ.

مقطع من خطبة: ((من صفات المتقين)) للشيخ سليمان الرحيلي

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


حكم الاحتفال بأعياد غير المسلمين
الدِّفَاعُ بالبُرْهَانِ عَن الشَّيْخِ عَبْدِ الله رَسْلَان
رمضان فرصة للتائبين وبيان حقيقة الصيام
مراحـل تكوين الشباب في الجَمَاعَات المنحرفة من الحضانة إلى الإجـرام والخيانة!!
كٓلِمة الْعَلَّامَةِ رَسْلَان لِطُلَّابِ جَامِعَةِ مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ
صفات المرأة الصالحة
نسف قواعد الخوارج والمعتزلة فى مسالة تكفير مرتكب الكبيرة
أفق يا رجل لا تكونن وليًّا لله في العلن عدوًا لله في السر
رسائل الشيخ رسلان إلى الحاضرين والمستمعين
الله أحق أن يُستحيا منه
يريد أن يطلق زوجته لانه لم يعد يحبها،، فماذا قال له الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ؟؟
تحذيرٌ هَامٌّ للنِّسَاءِ اللاتِي تُرْضِعْنَ أَطْفَالًا غَيْرَ أَطْفَالِهِنَّ
رسالة عاجلة إلى الكاسيات العاريات ... أما علمتِ أن زينتَكِ الحياء؟!
إِنْ لَمْ يَكُنْ الإِخْوَان والقُطْبيُّونَ مُبْتَدِعَةً!! فَمَن المُبْتَدِعَةُ إِذَن؟!!
حقيقةُ الدينِ ليس فيها تنازُل
  • شارك