تفريغ مقطع : ((حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ)) لِلشَّيْخِ سُلَيْمَان الرِّحِيلِي -حَفِظَهُ اللهُ-.

((حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ))

لِلشَّيْخِ سُلَيْمَان الرِّحِيلِي -حَفِظَهُ اللهُ-.

نَعْلَمُ -يَا عِبَادَ اللهِ- أَنَّ الْجَنَّةَ مَعَ مَا فِيهَا مِنَ النَّعِيمِ تَحْتَاجُ مِنَّا إِلَى صَبْرٍ، تَحْتَاجُ أَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَاعَةِ اللهِ، تَحْتَاجُ أَنْ نَصْبِرَ عَنْ مَعَاصِي اللهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، تَحْتَاجُ أَنْ نَصْبِرَ عَلَى بَلَاءِ اللهِ، ((حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ))، فَلَا يَسْتَطِيعُ الْإِنْسَانُ أَنْ يَصِلَ إِلَى الْجَنَّةِ إِلَّا إِذَا فَعَلَ هَذِهِ الْمَكَارِهَ، وَصَبَرَ عَلَى طَاعَةِ اللهِ، وَصَبَرَ عَنْ مَعْصِيَةِ اللهِ.

((وَالنَّارُ قَدْ حُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ))؛ فَالشَّهَوَاتُ طَرِيقُهَا، فَمَنْ فَعَلَ الشَّهَوَاتِ قَادَتْهُ -وَالْعِيَاذُ بِاللهِ- إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ، وَمَنْ صَبَرَ عَنِ الشَّهَوَاتِ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ.

((خَلَقَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- الْجَنَّةَ وَمَا فِيهَا مِنَ النَّعِيمِ، وَأَمَرَ جِبْرِيلَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- أَنْ يَذْهَبَ فَيَنْظُرَ إِلَيْهَا، فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا، فَرَأَى مَا فِيهَا مِنَ النَّعِيمِ، فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا، فَأَمَرَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- بِهَا فَحُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ، فَأَمَرَ جِبْرِيلَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَلَّا يَدْخَلَهَا أَحَدٌ.

وَخَلَقَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- النَّارَ وَمَا فِيهَا مِنْ أَنْوَاعِ الْعَذَابِ، ثُمَّ أَمَرَ جِبْرِيلَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- أَنْ يَذْهَبَ فَيَنْظُرَ إِلَيْهَا، فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَمَا فِيهَا مِنَ الْعَذَابِ، وَأَنَّهُ يَأْكُلُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلُهَا، ثُمَّ أَمَرَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- بِهَا فَحُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ، فَأَمَرَ جِبْرِيلَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَلَّا يَنْجُوَ مِنْهَا أَحَدٌ)).

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


  • شارك