تفريغ مقطع : ((مَنْشَأُ فِتَنِ الشُّبُهَاتِ وَالشَّهَوَاتِ)) الشَّيْخُ الدُّكْتُور: عَبْد الرَّزَّاق الْبَدْر -حَفِظَهُ اللهُ-.

((مَنْشَأُ فِتَنِ الشُّبُهَاتِ وَالشَّهَوَاتِ))

الشَّيْخُ الدُّكْتُور: عَبْد الرَّزَّاق الْبَدْر -حَفِظَهُ اللهُ-.

الْفِتَنُ الَّتِي يُشْرَبُهَا الْقَلْبُ عَلَى نَوْعَيْنِ:

*فِتَنُ شُبُهَاتٍ.

*وَفِتَنُ شَهَوَاتٍ.

أَمَّا فِتَنُ الشُّبُهَاتِ؛ فَهِيَ نَاشِئَةٌ مِنْ فَسَادِ التَّصَوُّرِ، وَخَلَلِ الْعِلْمِ، وَضَعْفِ الْبَصِيرَةِ.

وَأَمَّا فِتَنُ الشَّهَوَاتِ؛ فَهِيَ نَاشِئَةٌ مِنْ ضَعْفِ الْعَزِيمَةِ، وَهُبُوطِ الْإِرَادَةِ، وَتَدَنِّي الْهِمَّةِ، وَمَيْلِ النَّفْسِ إِلَى أَهْوَائِهَا وَمُرَادَاتِهَا دُونَ مُبَالَاةٍ بِحُدُودِ الشَّرْعِ وَضَوَابِطِ الدِّينِ.

وَفِتَنُ الشُّبُهَاتِ فَسَادٌ فِي الْعِلْمِ، وَفِتَنُ الشَّهَوَاتِ فَسَادٌ فِي الْعَمَلِ.

وَلَا يَكُونُ الْمَرْءُ مُسْتَقِيمًا عَلَى دِينِ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- إِلَّا بِاسْتِقَامَتِهِ عَلَى الْعِلْمِ النَّافِعِ، وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} [الفتح: 28].

الْهُدَى: الْعِلْمُ النَّافِعُ، وَدِينُ الْحَقِّ: الْعَمَلُ الصَّالِحُ.

فَلَا يَكُونُ مِنَ الْعَبْدِ اسْتِقَامَةٌ عَلَى الْحَقِّ وَالْهُدَى وَسَلَامَةٌ مِنَ الشُّبُهَاتِ وَالشَّهَوَاتِ إِلَّا بِلُزُومِهِ لِهَذِهِ الْجَادَّةِ، وَرِعَايَتِهِ لَهَا.

الْعِلْمُ النَّافِعُ، وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ..

وَلَمَّا كَانَ هَذَا الْمَقَامُ وَهَذَا الْمَطْلَبُ أَجَلَّ الْمَقَامَاتِ وَأَعْظَمَ الْمَطَالِبِ؛ أَمَرَ اللهُ وَدَعَا -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- عِبَادَهُ إِلَى مُلَازَمَةِ دُعَائِهِ -جَلَّ فِي عُلَاهُ- بِالْهِدَايَةِ إِلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ؛ بَلْ إِنَّهُ افْتَرَضَ ذَلِكَ عَلَى عِبَادِهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ سَبْعَ عَشْرَةَ مَرَّةً فِي الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 6-7].

وَالْمُنْعَمُ عَلَيْهِمْ: هُمْ مَنْ جَمَعَ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- بَيْنَ الْعِلْمِ النَّافِعِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، وَالْمَغْضُوبُ عَلَيْهِمْ: مَنْ عِنْدَهُمْ عِلْمٌ بِلَا عَمَلٍ، كَمَا قَالَ اللهُ عَنِ الْيَهُودِ: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [الجمعة: 5].

{لَمْ يَحْمِلُوهَا}؛ أَيْ: لَمْ يَعْمَلُوا بِهَا.

وَالضَّالُّ: مَنْ عِنْدَهُ عَمَلٌ وَاجْتِهَادٌ فِي التَّعَبُّدِ بِلَا عِلْمٍ وَلَا بَصِيرَةٍ بِدِينِ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-.

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


النــــاس يسألـــون فــــى أى جماعـــة ! ! ! ! نكـــــــــون؟
الانحراف في منهج الاستدلال عند الخوارج
ملخص لكل ما يخص الأُضحية
سِر الهجمة الشرسة على شيخِ الإسلامِ ابن تيمية
هـل كان الإمام أحمد عميلًا لأمن دولة الواثق؟!
عندما يكون عِلمُ الرجلِ أكبر من عقلهِ
ألا تشعر بأنك تُعاقب بالنظر إلى الحرام
طَرَفٌ مِن سِيرَةِ الإِمَامِ العَظِيمِ إِمَامِ الدُّنْيَا فِي الحَدِيثِ –البُخَارِي المُظْلُوم-
((حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ، وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ)) لِلشَّيْخِ الْإِمَامِ: عَبْدِ الْعَزِيز بْنِ بَاز -رَحِمَهُ اللهُ-.
نسف قواعد الخوارج والمعتزلة فى مسالة تكفير مرتكب الكبيرة
قست القلوب ... لا بل قد ماتت القلوب إلا ما رحم ربك!!
شبهة تعدد زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم والرد عليها
الدرس الوحيد الذي تعلمناه من التاريخ... هو أننا لا نتعلم من التاريخ
من لم يكفر اليهود والنصارى أو شك فى كفرهم أو حسن مذهبهم فهو كافر ...
مصر بين أمس واليوم
  • شارك