تفريغ مقطع : إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ

((إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ))

كانَ عمرُ بن الخطاب -رضي الله عنه- يقرأُ في صلاةِ الفجر: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} [يوسف: 86]، ويبكي حتى يُسْمَعَ نشيجُهُ مِن آخر الصفوف، بخلاف الشكوى إلى المخلوق.

فالشكوى إلى الخالق: هي من حقيقةِ التوحيد وهي من الدلائلِ على أنَّ العبدَ مُتعلقٌ بما يُمكنُ أنْ يكونَ سببًا في فلاحهِ ونجاحهِ، وهو استغاثتهُ بمَن يُغيثهُ حقيقة، واستعانتهُ بمَن يُعينهُ حقيقةً، فهذا فيه ما فيه من الدلالة على صدق اللُّجأ إلى الله -تبارك وتعالى- وصحةِ التوحيد في قلبِ العبد.

وكان عمر -رضي الله تبارك وتعالى عنه- يقرأُ في صلاة الفجر هذه الآية العظيمة: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} ويبكي حتى يُسمعَ نشيجُهُ من آخرِ الصفوف.

هذا كله بخلافِ الشكوى إلى المخلوق.

قرأ على الإمامِ  أحمد -رحمه الله- في مرضِ موته: ((أنَّ طاووسًا كَرِهَ اﻷنين -أنينَ المريض-، وقال: إنه شَكوى))، فما أّنَّ حتى مات.

وفى هذا روايات منها: ((أنه طلبَ مِن ابنهِ عبد الله أنْ يأتيَ بحديثِ طاووس وأنْ يقرأ عليه ما ذكره في الشكوى؛ لأنه لمَّا أنْ ذُكر له أنَّ طاووسَ يقول: أنَّ اﻷنينَ يُكتب، كلُّ شيءٍ يُكتب حتى اﻷنين -وهو ما يتوجعُ به المريضُ في حال مرضهِ مما يجدُ من ألم المرض-، فلمَّا عَلِمَ الإمامُ  أحمد -رحمه الله تعالى- ذلك؛ ما أَنَّ حتى مات، لم يئنّ بعد ذلك حتى مات -رحمة الله عليه-، مع ما كان يجدهُ مِن مَسِّ المرضِ وما يجدهُ من ألمهِ، ولكن لمَّا عَلِمَ أنَّ كلَّ شيءٍ يُكتب حتى اﻷنين -حتى اﻷنين- ما أَنَّ حتى مات رحمة الله عليه-.

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


  • شارك