تفريغ مقطع : لقد أفسَدُوا على المسلمينَ دينَهُم

((لقد أفسَدُوا على المسلمينَ دينَهُم))

واعتبر بالواقعِ، وتأملْ في نتيجةِ إفسادِ أهلِ البِدعِ لدينِ المسلمينَ، ولعقيدةِ العوامِّ ومنهاجِهِم، وكيف صيَّرُوهُم إلى ما صارُوا إليهِ، كيف تَهَاوَت عقيدَتُهم، وانْمَحَتْ أخلاقُهم، وصارُوا في أمرٍ مَرِيْجٍ، وفقدوا انتمائَهُم لدينِهِم، وانتمائَهُم لوطنِهِم، وصاروا إِلْبَــًا وحربًا على هذا الإسلامِ العظيمِ؛ يُدمِّرونَ بكلِّ صَوْبٍ، ويُخَرِّبُونَ بِكلِّ ناحيةٍ، وكل ذلك بسببِ إفسادِ أهلِ البدعِ في اﻷرضِ؛ لمَّا تسلَّطُوا على عقيدةِ المسلمينَ، وعلى عقولِ المسلمينَ؛ وتَبِعَهُمُ العوَامُّ المساكينُ، فصاروا إلى ما صاروا إليهِ.

ولم تَستَطِعْ قوةٌ في اﻷرضِ يومًا؛ وثَنِيَّةً كانت أو كِتَابِيَّةً أن تبلُغَ من الديانةِ اﻹسلاميةِ في نفوسِ أهلِها ومُتَّبِعِيْهَا ما بَلَغَتْ على أيدِي بعض من يَنْتَسِبُ إليها وينطقُ بلسانِها ويزعُمُ زورًا وكذِبَــًا أنه داعٍ إلى اللّه، وقد استحْوَذُوا على كلِ شيءٍ؛ فماذا صنعُوا؟ وماذا هم صانِعُون؟

تَخْرِيبٌ باسمِ الدينِ، إفسادٌ باسمِ الدِينِ، إلحادٌ باسمِ الدين، نشرٌ للكفرِ والفسادِ والخرابِ باسمِ الدينِ، فهذا حالُ أهلِ البدعِ إذا تسلَّطُوا يُفسِدُونَ من داخِلِ، وأمَّا أولئِّك الكفارُ؛ فإنَّهم إذا استَوْلَوْا لا يُفْسِدُونَ القلوبَ إلا تَبَعــًا.

وأما أولئك الذين ينطقونَ بلسانِنَا ويتكلمونَ بقالَ اللهُ، قال رسولُهُ،  وهم مُفسِدُونَ في اﻷرضِ، خونةٌ، دمَّرُوا اﻷمةَ اﻹسلاميةَ في مرحلةٍ مِفْصَليَّةٍ من تارِيخِهَا المَنْكُودِ بأهلِها في هذا العصرِ الذي عمَّتْ فيهِ الدَّعارَةُ الفِكْريَّةُ والنَّخاسةُ العقليَّةُ في أسواقٍ منصوبةٍ في فضائيَّاتٍ مُشاهدةٍ ومنظُورةٍ ومسمُوعةٍ، وما هي إلا مَوَاخِير.

وإلى اللّهِ المُشتَكَى و هو حسبُنا ونعمَ الوكيل

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


  • شارك