هَذِهِ هِيَ الْمُؤَامَرَةُ عَلَى مِصْرَ الْآنَ


((هَذِهِ هِيَ الْمُؤَامَرَةُ عَلَى مِصْرَ الْآنَ))

فَتَتَبَدَّلُ صُوَرُ التَّآمُرِ، وَتَتَغَيَّرُ أَوْجُهُ الْمُتَآمِرِينَ، وَتَبْقَى الْمُؤَامَرَةُ مُسْتَمِرَّةً..

وَصُورَةُ الْمُؤَامَرَةِ عَلَى مِصْرَ الْآنَ تَتَمَحْوَرُ حَوْلَ إِظْهَارِ جَمَاهِيرِ الشَّعْبِ الْمِصْرِيِّ فِي حَالِ قَطِيعَةٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حَاكِمِهِ وَحُكُومَتِهِ.

وَالْغَرَضُ مِنْ ذَلِكَ: تَصْوِيرُ الْحُكْمِ فِي مِصْرَ فِي صُورَةِ الْمَسْخُوطِ عَلَيْهِ مِنْ شَعْبِهِ بِمُقَاطَعَةٍ سَلْبِيَّةٍ تَنْفِي شَرْعِيَّتَهُ وَشَعْبِيَّتَهُ.

وَالْمُقَاطَعَةُ الْمَدْعُوُّ إِلَيْهَا تَهْدِفُ بِجَانِبِ إِعْلَانِ السُّخْطِ وَالرَّفْضِ إِلَى تَصْوِيرِ الْحُكْمِ فِي مِصْرَ فِي صُورَةٍ بَالِغَةٍ مِنَ الْقَمْعِ وَالْبَطْشِ وَإِرْهَابِ الدَّوْلَةِ.

وَهَذِهِ الصُّورَةُ الَّتِي يَبْتَغِي الْمُتَآمِرُونَ الْوُصُولَ إِلَيْهَا مُصَدَّرَةٌ إِلَى الْخَارِجِ؛ مِنْ أَجْلِ إِعْطَاءِ الْمُبَرِّرِ لِلتَّضْيِيقِ السِّيَاسِيِّ وَالِاقْتِصَادِيِّ، وَمُحَارَبَةِ الِاسْتِثْمَارَاتِ بِصُوَرِهَا الْمُخْتَلِفَةِ فِي مِصْرَ، وَانْتِهَاءً بِالتَّدَخُّلِ الْأَجْنَبِيِّ سِيَاسِيًّا وَعَسْكَرِيًّا.

هَذِهِ هِيَ الْمُؤَامَرَةُ عَلَى مِصْرَ وَشَعْبِهَا الطَّيِّبِ فِي هَذَا الْوَقْتِ.

*جُمْلَةٌ مِنْ وَسَائِلِ التَّآمُرِ عَلَى مِصْرَ الْآنَ:

*مِنْ وَسَائِلِ التَّآمُرِ لِإِظْهَارِ الْقَطِيعَةِ وَالْبُغْضِ مِنَ الشَّعْبِ لِحَاكِمِهِ: بَثُّ الْأَرَاجِيفِ الْمُفْتَرَاةِ الْكَاذِبَةِ، وَالْهُجُومُ الْفَاجِرُ بِشَائِعَاتِ الْإِفْكِ وَالْبُهْتَانِ عَلَى الْجَيْشِ الْمِصْرِيِّ الْبَاسِلِ الْنَبِيلِ، وَقُوَّاتِ الْأَمْنِ الْمِصْرِيِّ الْوَاعِيَةِ الْمُتَيَقِّظَةِ.

*وَمِنْ وَسَائِلِ التَّآمُرِ لِتَشْوِيهِ صُورَةِ الشَّعْبِ الْمِصْرِيِّ الْنَبِيلِ: دَفْعُ أَكْبَرِ عَدَدٍ مِنَ الْمِصْرِيِّينَ إِلَى مُقَاطَعَةِ الْحَاكِمِ وَالْحُكْمِ، بِاسْتِغْلَالِ الْمُعَانَاةِ الَّتِي تَدْفَعُهَا الْجَمَاهِيرُ مِنْ أَجْلِ الْإِصْلَاحِ وَالتَّنْمِيَةِ، بِتَحْقِيقِ مَشْرُوعَاتٍ كَانَتْ قَبْلُ حُلْمَ حَالِمٍ وَخَيَالَ مُتَخَيِّلٍ، فَصَارَتْ وَاقِعًا مَحْسُوسًا وَصَرْحًا مَلْمُوسًا.

*وَمِنْ وَسَائِلِ التَّآمُرِ عَلَى مِصْرَ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ: الْفُجُورُ فِي الْخُصُومَةِ، وَتَخَلُّقُ النُّخْبَةِ بِسَافِلِ الْأَخْلَاقِ، وَمُنْحَطِّ الصِّفَاتِ؛ مِنَ الْجُحُودِ وَالْإِفْكِ، وَالْمَيْنِ وَالْكَذِبِ، وَكُفْرَانِ النِّعَمِ الَّتِي أَنْعَمَ اللهُ بِهَا عَلَى مِصْرَ فِي السَّنَوَاتِ الْقَلِيلَةِ الْفَائِتَةِ.

وَالشُّرَفَاءُ مِنَ الْمُغَفَّلِينَ الْمَخْدُوعِينَ يَنْظُرُونَ تَحْتَ أَقْدَامِهِمْ، وَلَا يُبْصِرُونَ أَبْعَدَ مِنْ أُنُوفِهِمْ، وَيُغَلِّبُونَ الْمَصْلَحَةَ الْقَرِيبَةَ الدَّانِيَةَ عَلَى الْمَصْلَحَةِ الْعُلْيَا لِلْوَطَنِ وَاسْتِقْرَارِهِ وَتَحْقِيقِ أَمْنِهِ فِي دَاخِلِهِ وَعَلَى حُدُودِهِ، وَدَفْعِ مَخَاطِرِ الدَّاخِلِ وَالْخَارِجِ عَنْ أَبْنَائِهِ الشُّرَفَاءِ، وَأَرْضِهِ، وَثَرْوَاتِهِ، وَمُسْتَقْبَلِ أَبْنَائِهِ.

مَنْ حَالَ بَيْنَ مُرِيدٍ لِلْإِصْلَاحِ الْحَقِيقِيِّ وَإِصْلَاحَهُ؟!!

وَمَنْ أَقْصَى فَارِسًا يُرِيدُ أَنْ يَتَقَدَّمَ فِي الْمَيْدَانِ بِبَرْنَامَجِهِ، وَأَخْلَاقِهِ، وَمِنْ مُقَدَّرَاتِهِ، مَنْ أَقْصَاهُ عَنْ إِثْبَاتِ مِصْدَاقِيَّتِهِ وَإِخْلَاصِهِ بِمَيْدَانِهِ؟!!

إِنَّ إِصْلَاحَ الْفَاسِدِ، وَتَرْقِيَةَ الْحَيَاةِ، وَتَحْقِيقَ التَّنْمِيَةِ، وَالْوُصُولَ إِلَى الْكِفَايَةِ لَا تَتَحَقَّقُ بِالدَّعَاوَى الْكَاذِبَةِ، وَلَا بِسَيْفِ أَبِي حَيَّةَ النُّمَيْرِيِّ، وَكَانَ فَرُوقَةً رِعْدِيدًا، اتَّخَذَ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ سَمَّاهُ (لُعَابَ الْمَنِيَّةِ).

وَكَانَ لِأَبِي حَيَّةَ غَيْطٌ مِنْ ذُرَةٍ، فَذَهَبَ يَوْمًا يَتَعَهَّدُ حَقْلَهُ، فَسَمِعَ خَشْخَشَةً وَحَرَكَةً بَيْنَ أَعْوَادِ الذُّرَةِ، يَسْمَعُ الصَّوْتَ، وَلَا يُبْصِرُ الْجِرْمَ، فَظَنَّ سَارِقًا، وَتَوَهَّمَ مُفْسِدًا.

فَهَوَّلَ لَهُ خَيَالُهُ نِزَالًا وَحَرْبًا، فَامْتَشَقَ لُعَابَ الْمَنِيَّةِ، وَشَهَرَهُ مِنْ جِرَابِهِ الْقُمَاشِيِّ، وَرَاحَ يُرْعِدُ مُتَوَعِّدًا، وَيَزْأَرُ صَارِخًا، وَبَيْنَمَا هُوَ فِي رَكْضِهِ وَجَوَلَانِهِ أَمَامَ حَقْلِهِ، إِذْ خَرَجَ كَلْبٌ أَجْرَبُ، يَكَادُ هُزَالُهُ يُقْعِدُهُ، فَأَغْمَدَ أَبُو حَيَّةَ سَيْفَهُ، وَتَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ قَائِلًا: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي مَسَخَكَ كَلْبًا وَكَفَانَا مَؤُونَةَ قِتَالِكَ!!  

فَإِلَى كُلِّ أَبِي حَيَّةَ مِنَ الْمِصْرِيِّينَ! أَفِيقُوا يَرْحَمُكُمُ اللهُ، وَاعْرِفُوا قَدْرَكُمْ، وَالْزَمُوا حَدَّكُمْ، وَلَا تَعْبَثُوا بِمُسْتَقْبَلِ وَطَنِكُمْ؛ فَإِنَّ الشُّرَفَاءَ مِنْ أَهْلِ هَذَا الْبَلَدِ لَنْ يُمَكِّنُوكُمْ مِنْ ذَلِكَ مِنْ شَيْءٍ، وَهُمْ لَكُمْ بِالْمِرْصَادِ.

 

المصدر: مَنْزِلَةُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَالْمُؤَامَرَةُ عَلَى مِصْرَ الْآنَ!!

التعليقات


فوائد مفرغة قد تعجبك


  جُمْلَةٌ مِنْ سُنَنِ الْعِيدِ
  أَسْبَابُ تَحْصِيلِ مَعِيَّةِ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- الْخَاصَّةِ
  الْعِلْمُ وَالْقُوَّةُ الْعَسْكَرِيَّةُ مِنْ سُبُلِ بِنَاءِ الْأُمَمِ
  حُرْمَةُ قَتْلِ الْمَدَنِيِّينَ فِي دِينِ الْإِسْلَامِ الْعَظِيمِ
  تَعَلَّمُوا مِنْ دُرُوسِ التَّارِيخِ!
  التَّرْشِيدُ فِي حَيَاتِنَا وَالْإِنْفَاقُ فِي رَمَضَانَ مِثَالٌ!!
  تَرْغِيبُ اللهِ تَعَالَى فِي الْإِحْسَانِ إِلَى الْخَلْقِ
  رِسَالَةٌ إِلَى الْمِصْرِيِّينَ: اتَّقُوا اللهَ فِي مِصْرَ
  لَنْ تُوَفِّيَ أُمَّكَ حَقَّهَا!!
  الْإِسْلَامُ دِينُ الْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ
  بَيَانُ مَحَاسِنِ الْإِسْلَامِ مِنْ أَعْظَمِ الْجِهَادِ
  التَّرْهِيبُ مِنَ الْخِيَانَةِ فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ
  ثَلَاثُونَ وَصِيَّةً لِلْأَبْنَاءِ فَاحْرِصْ عَلَيْهَا
  مَفْهُومُ الْجِهَادِ بَيْنَ الْحَقِيقَةِ وَالِادِّعَاءِ
  آدَابُ السَّلَامِ
  • شارك