ثَلَاثُونَ وَصِيَّةً لِلْأَبْنَاءِ فَاحْرِصْ عَلَيْهَا


((ثَلَاثُونَ وَصِيَّةً لِلْأَبْنَاءِ فَاحْرِصْ عَلَيْهَا))

وَهَذِهِ نَصَائِحُ لِلْأَبْنَاءِ إِذَا أَخَذُوا بِهَا؛ اسْتَقَامَتْ حَيَاتُهُمْ، وَكَانُوا عَلَى رَجَاءِ الْعَافِيَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ:

1*أَطِعْ أُمَّكَ وَأَبَاكَ فِي كُلِّ مَا بِهِ أَمَرَاكَ مَا لَمْ يَكُنْ مَعْصِيَةً.

2*خَاطِبْهُمَا بِلُطْفٍ وَأَدَبٍ، وَانْهَضْ لَهُمَا إِذَا دَخَلَا عَلَيْكَ.

3*حَافِظْ عَلَى سُمْعَتِهِمَا، وَشَرَفِهِمَا، وَمَالِهِمَا، وَعِرْضِهِمَا.

4*أَكْرِمْهُمَا، وَأَعْطِهِمَا كُلَّ مَا يَطْلُبَانِ.

5*شَاوِرْهُمَا في أَعْمَالِكَ وأُمُورِكَ.

6*أَكْثِرْ مِنَ الدُّعَاءِ وَالِاسْتِغْفَارِ لَهُمَا.

7*إِذَا كَانَ عِنْدَهُمَا ضَيْفٌ؛ فَاجْلِسْ بِقُرْبِ الْبَابِ، وَرَاقِبْ نَظَرَاتِهِمَا لَعَلَّهُمَا يَأْمُرَانِ بِشَيءٍ خُفْيَةً.

8*اعْمَلْ مَا يَسُرُّهُمَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْمُرَاكَ بِهِ، فَهَذَا إِذَا أُمِرَ بِهِ؛ قَلَّلَ مِنْ شَأْنِ الْمَسَرَّةِ.

9*لَا تَرْفَعْ صَوْتَكَ عَالِيًا أَمَامَهُمَا، وَلَا تُقَاطِعْهُمَا أَثْنَاءَ الْكَلَامِ.

10*وَلَا تُجَادِلْهُمَا فِي أَمْرٍ، وَإِذَا كُنْتَ عَلَى يَقِينٍ مِمَّا أَنْتَ عَلَيْهِ؛ فَحَاوِلْ أَنْ تُقْنِعَهُمَا بِالْحُسْنَى، فَإِنْ أَصَرَّا عَلَى رَأْيِهِمَا؛ فَلَا تُعَانِدْهُمَا وَلَوْ كَانَا عَلَى خَطَأٍ.

وَهَذَا كُلُّهُ إِنَّمَا يَتَعَلَّقُ بِأَمْرِ الدُّنْيَا، وَأَمَّا أُمُورُ الْآخِرَةِ؛ فَيُبَيَّنُ فِيهَا الْحَقُّ بِرِفْقٍ.

11*لَا تَكْذِبْ عَلَى أَبَوَيْكَ.

12*وَلَا تَأْخُذْ شَيْئًا لَمْ يَأْذَنَا بِأَخْذِهِ.

13*لَا تُسَافِرْ إِذَا لَمْ يَأْذَنَا لَكَ.

14*إِذَا كُنْتَ مُبْتَلًى بِمَعْصِيَةٍ كَالتَّدْخِينِ مَثَلًا -سَلِ اللهَ الْعَافِيَةَ-؛ فَلَا تَفْعَلْ تِلْكَ الْمَعْصِيَةَ أَمَامَهُمَا، وَإِنْ سَمَحَا لَكَ بِذَلِكَ.

15*لَا تُزْعِجْ أَبَوَيْكَ إِذَا كَانَا نَائِمَيْنِ، -وَتَذْكُرُ حَدِيثَ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ انْطَبَقَتْ عَلَيْهِمُ الصَّخْرَةُ حَبْسًا فِي الْغَارِ، وَأَنَّ أَحَدَهُمَا تَوَسَّلَ إِلَى اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- بِعَمَلٍ صَالِحٍ يَخُصُّ بِرَّ أَبَويْهِ، وَأَنَّهُمَا كَانَا كَبِيرَيْنِ.

وَكَانَ يَأْتِي إِذَا رَاحَ مِنْ رَعْيِهِ بِأَغْنَامِهِ فَيَحْلِبُ، ثُمَّ يَأْتِي بِالْقَعْبِ -قَدَحٌ كَبِيرٌ- يَجْعَلُهُ عَلَى يَدِهِ، وَيَقِفُ حَتَّى يَشْرَبَا، فَتَأَخَّرَ مَرَّةً، ثُمَّ جَاءَ، فَوَجَدَهُمَا قَد نَامَا.

فَظَلَّ قَائِمًا عِنْدَهُمَا وَاللَّبَنُ عَلَى يَدِهِ، وَالصِّبْيَانُ يَتَضَاغَوْنَ -يَبْكُونَ وَيَصِيحُونَ جُوعًا- حَوْلَهُ حَتَّى اسْتَيْقَظَا، لَا تُزْعِجْهُمَا إِذَا كَانَا نَائِمَيْنِ.

16*وَلَا تُفَضِّلْ زَوْجَتَكَ وَلَا وَلَدَكَ عَلَيْهِمَا.

17*وَلَا تَلُمْهُمَا إِذَا عَمِلَا عَمَلًا لَا يُعْجِبُكَ.

18*وَلَا تَحْمَلْ عَلَيْهِمَا بِفَضْلِ عَقْلِكَ، فَرُبَّمَا آتَاكَ اللهُ عِلْمًا وَعَقْلًا، وَكَانَا جَاهِلَيْنِ؛ فَرُبَّمَا تَكَلَّمَا فَأَضْحَكَا النَّاسَ بِكَلَامِهِمَا، فَلَا تَبْتَئِسْ، وَلَا تَلُمْهُمَا إِذَا عَمِلَا عَمَلًا لَا يُعْجِبُكَ.

19*وَلَا تَضْحَكْ بِحَضْرَتِهِمَا إِذَا لَمْ يَكُنْ ثَمَّةَ سَبَبٌ لِلضَّحِكِ.

20*وَلَا تَتَنَاوَلْ طَعَامًا مِمَّا يَلِيهِمَا.

21*وَلَا تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الطَّعَامِ قَبْلَهُمَا.

22*وَلَا تَنَمْ، وَلَا تَضْطَجِعْ وَهُمَا جَالِسَانِ.

23*وَلَا تَجْلِسْ قَبْلَهُ.

24*وَلَا تَمْشِ أَمَامَهُ.

25*وَلَا تُسَمِّهِ بِاسْمِهِ.

26*وَلَا تَمُدَّ رِجْلَكَ أَمَامَهُمَا.

27*وَلَا تَجْلِسْ فِي الْعُلُوِّ وَيَجْلِسَانِ فِي السُّفْلِ.

28*وَلَا تَمْشِ بِجَانِبِ أَبِيكَ فِي الطَّرِيقِ؛ بَلْ تَأَخَّرْ عَنْهُ قَلِيلًا؛ إِلَّا إِذَا كَانَتِ الطَّرِيقُ مَخُوفَةً، فَحِينَئِذٍ تَتَقَدَّمُ أَنْتَ رِدْءًا -مُعِينًا وَنَاصِرًا- لَهُ وَحِيَاطَةً وَحِفْظًا.

29*لَبِّ نِدَاءَهُمَا مُسْرِعًا إِذَا نَادَيَاكَ.

30*لَا تُصَاحِبْ غَيْرَ رَجُلٍ بَارٍّ بِوَالِدَيْهِ، وَإِيَّاكَ وَصَاحِبَ الْعُقُوقِ.

اللهم اجْعَلْنَا مِنَ الْبَرَرَةِ الصَّادِقِينَ، وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ الْعَقَقَةِ الْمُجْرِمِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَيَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ، وَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَيَا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتِينَ.

إِنَّهُ تَعَالَى عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.

  

المصدر:الْبِرُّ وَالْوَفَاءُ وَرِسَالَةٌ هَامَّةٌ وَمُتَجَدِّدَةٌ إِلَى الْمِصْرِيِّينَ

التعليقات


فوائد مفرغة قد تعجبك


  سَبَبُ امْتِيَازِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ بِأَفْضَلِيَّةِ الطَّاعَاتِ فِيهَا
  الْوَطَنِيَّةُ فِي الْإِسْلَامِ
  فَضْلُ الْعَشْرِ الْأُوَلِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ فِي الْقُرْآنِ
  نَبْذُ النَّبِيِّ ﷺ لِلْعُنْصُرِيَّةِ وَالْعَصَبِيَّةِ
  الْجَيْشُ فِي الْإِسْلَامِ هُوَ كُلُّ الْأُمَّةِ
  تَوَاضُعُ الصَّالِحِينَ وَعَدَمُ الِاغْتِرَارِ بِالنَّفْسِ
  زِيَادَةُ الْإِيمَانِ مِنْ ثَمَرَاتِ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ وَتَدَبُّرِهِ
  الدَّعْوَةُ إِلَى التَّوْحِيدِ دَعْوَةُ الْمُرْسَلِينَ أَجْمَعِينَ
  شَهْرُ الْحَصَادِ وَسُنَّةُ الصَّوْمِ فِيهِ
  جُمْلَةٌ مِنْ سُبُلِ الِارْتِقَاءِ بِالِاقْتِصَادِ
  ذِكْرُ اللهِ حَيَاة
  فَضْلُ كِبَارِ السِّنِّ -الْمُسْنِّينَ- الصَّالِحِينَ
  مِنْ أَعْظَمِ حُقُوقِ الطِّفْلِ فِي الْإِسْلَامِ: تَرْبِيَتُهُ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ
  لَنْ تُوَفِّيَ أُمَّكَ حَقَّهَا!!
  فَسَادُ الْمُجْتَمَعَاتِ يَكُونُ بِسَبَبِ فَسَادِ الْأَفْرَادِ وَالْأُسَرِ
  • شارك