دَرْبُ الْحَيَاةِ مَلِيءٌ بِأَشْوَاكِهَا!!


 ((دَرْبُ الْحَيَاةِ مَلِيءٌ بِأَشْوَاكِهَا!!))

هَذَا دَرْبُ الْحَيَاةِ مَلِيءٌ بِأَشْوَاكِهَا, مَلِيءٌ بِأَشْوَاكِ الْحَيَاةِ فِي التَّعَامُلِ مَعَ الخَلْقِ, فِي التَّعَامُلِ مَعَ الخَلْقِ المُفْضِي حَتْمًا إِلَى شَحْنَاءَ لَا يُحِبُّهَا اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَلَا يَرْضَاهَا, إِلَى أَحْقَادٍ وَأَحْسَادٍ, إِلَى هُمُومٍ وَغُمُومٍ, إِلَى ظُلْمٍ وَطُغْيَانٍ وَعُدْوَانٍ.

وَكَذَا التَّعَامُلُ مَعَ الْبَشَرِ, كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ الْأَوَّلُ:

عَوَى الذِّئْبُ فَاسْتَأْنَسْتُ بِالذِّئْبِ إِذْ عَوَى  ***  وَصَــوَّتَ إِنْسَــانٌ فَكِـدتُّ أَطِيــرُ

هَكَذَا, هَكَذَا فِي دَرْبِ الْحَيَاةِ، فِي أَشْوَاكِهَا, فَعَلَى الْمَرْءِ أَنْ يَكُونَ مُتَوَقِّيًا, وَأَنْ يُعْطِيَ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ, وَأَنْ يَأْخُذَ بِزِمَامِ الْقَلْبِ بِيَدٍ مِنْ حَدِيدٍ، حَتَّى يُقِيمَهُ عَلَى صِرَاطِ رَبِّنَا الْحَمِيدِ؛ حَتَّى لَا يَزِلَّ وَلَا يَضِلَّ, وَحَتَّى لَا يَأْخُذَ الهَوَى بِزِمَامِ قَلْبِهِ، فَيُطَوِّحَ بِهِ فِي مَطَارِحَ لَا تَلِيقُ بِمُؤْمِنٍ أَبَدًا؛ فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُونَ مُحْسِنًا, فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُونَ لِلْغُفْرَانِ رَاجِيًا.

فَهَذَا هَذَا -عِبَادَ اللهِ!-.

فَلَيْلَةُ النِّصْفِ فِيهَا هَذَا الْفَضْلُ, فِيهَا عُمُومُ الْمَغْفِرَةِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ.

فَاللهم! طَهِّرْنَا وَبَرِّئْنَا مِنَ الشِّرْكِ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا.

اللهم! طَهِّرْنَا مِنَ الشَّحْنَاءِ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا.

اللهم! أحسنْ أحوالَنَا, وأخلص نياتِنَا.

اللهم! أَحْسِنْ أَحْوَالَنَا, أَحْسِنْ أَحْوَالَنَا, وحَسِّنْ أَعْمَالَنَا, وَأَخْلِصْ نِيَّاتِنَا لِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ! وَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ! وَيَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ.

اللهم! أَحْيِنَا ما عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لَنَا, وَتَوَفَّنَا إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لَنَا.

اللهم! أَحْيِنَا مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لَنَا, وَتَوَفَّنَا إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لَنَا.

اللهم! أَحْسِنْ خَاتِمَتَنَا يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ!

اللهم! إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنَا الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَوْتِ, نَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطْنَا الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَوْتِ.

اللهم! طَهِّرْ قُلُوبَنَا, طَهِّرْ قُلُوبَنَا.

اللهم! طَهِّرْ قُلُوبَنَا, طَهِّرْ قُلُوبَنَا, بَلِّغْنَا مِمَّا يُرْضِيكَ آمَالَنَا, بَلِّغْنَا مِمَّا يُرْضِيكَ آمَالَنَا.

اللهم! ثَبِّتْ أَقْدَامَنَا, وَاهْدِ قُلُوبَنَا, اهْدِ قُلُوبَنَا, اهْدِ قُلُوبَنَا.

اللهم! اسْلُلْ سَخِيمَةَ قُلُوبِنَا, اسْلُلْ سَخِيمَةَ قُلُوبِنَا.

اللهم! اسْلُلْ حِقْدَ قُلُوبِنَا, اسْلُلْ حَسَدَ قُلُوبِنَا, اسْلُلْ غِلَّ قُلُوبِنَا.

اللهم! اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ, وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلْذَّينَ آمَنُوا.

اللهم! لَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلْذَّينَ آمَنُوا. اللهم! لَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلْذَّينَ آمَنُوا.

اللهم! خُذْ بِأَيدِينَا إِلَيْكَ, وَأَقْبِلْ بِقُلُوبِنَا عَلَيْكَ.

اللهم! يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ! وَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ! وَيَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ! وَيَا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتِينِ! اللهم! أَدْرِكْ أُمَّةَ نَبِيِّكَ ﷺ.

اللهم! أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِ أَبْنَائِهَا, أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِ أَبْنَائِهَا.

اللهم اجْمَعْ شَمْلَ الْمُسْلِمِينَ, اجْمَعْ شَمْلَ الْمُسْلِمِينَ, وَحِّدْ صُفُوفَ الْمُسْلِمِينَ.

اللهم اسْتُرْ عَوْرَاتِ الْمُسْلِمِينَ, وَآمِنْ رَوْعَاتِ الْمُسْلِمِينَ.

اللهم! آمِنْ رَوْعَاتِ الْمُسْلِمِينَ.

اللهم احْقِنْ دِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ.

اللهم سَلِّمْ وَطَنَنَا وَجَمِيعَ أَوْطَانِ الْمُسْلِمِينَ, سَلِّمْ وَطَنَنَا وَجَمِيعَ أَوْطَانِ الْمُسْلِمِينَ, وَطَهِّرْ أَرْضَ الْمُسْلِمِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ! مِنْ كُلِّ غَازٍ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ.

يَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ! وَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ! وَيَا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتِينِ! أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِ الْمُسْلِمِينَ حُكَّامًا وَمَحْكُومِينَ, وَاجْمَعِ الْجَمِيعَ عَلَى طَاعَتِكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ!

اللهم! خُذْ بِأَيدِينَا إِلَيْكَ, وَأَقْبِلْ بِقُلُوبِنَا عَلَيْكَ.

اللهم! احْرُسْنَا بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا تَنَامُ, وَبِرُكْنِكَ الَّذِي لَا يُضَامُ, وَبِقُدْرَتِكَ عَلَيْنَا, لَا نَهْلِكُ وَأَنْتَ رَجَاؤُنَا.

اللهم! اخْتِمْ لَنَا بِخَاتِمَةِ السَّعَادَةِ أَجْمَعِينَ.

وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ.

المصدر:مَا صَحَّ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ

التعليقات


فوائد مفرغة قد تعجبك


  الدرس التاسع عشر : «فَضْلُ العَشْرِ الأَوَاخِرِ ولَيْلَةُ القَدْرِ»
  نَمَاذِجُ مِنْ مِحَنِ وَابْتِلَاءَاتِ خَيْرِ الْبَشَرِ
  الْحَثُّ عَلَى الْإِيجَابِيَّةِ مِنْ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ ﷺ
  الْوَعْيُ بِتَحَدِّيَّاتِ الشَّيْطَانِ
  حُكْمُ الْعَوْدَةِ فِي الْهِبَةِ أَوِ التَّعْيِيرِ بِهَا
  سَلُوا اللهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ
  مَسْؤُلِيَّةُ الْمُسْلِمِ تِجَاهَ أَهْلِهِ
  ثَمَرَاتُ رِعَايَةِ كِبَارِ السِّنِّ عَلَى الْفَرْدِ وَالْمُجْتَمَعِ
  مِنْ سُبُلِ بِنَاءِ الْأُمَّةِ: الْعَمَلُ الْجَادُّ
  لِمَنْ تَكُونُ الْبَيْعَةُ وَالسَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ؟
  اسْتِقْبَالُ الْعَشْرِ بِالِاجْتِهَادِ فِي أَدَاءِ الْحُقُوقِ وَسَدَادِ الدُّيُونِ
  الْإِسْلَامُ دِينٌ كَرَّمَ الْإِنْسَانَ
  ثَمَرَاتُ مُحَاسَبَةِ النَّفْسِ
  ثَمَرَاتُ مُعَامَلَةِ الْخَلْقِ بِالرَّحْمَةِ وَالتَّسَامُحِ
  فَضْلُ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ وَالنَّهْيُ عَنِ الظُّلْمِ فِيهَا خَاصَّةً
  • شارك