وَاجِبُنَا عِنْدَ سَمَاعِ الْبَاطِلِ وَالزُّورِ


((وَاجِبُنَا عِنْدَ سَمَاعِ الْبَاطِلِ وَالزُّورِ))

ذَكَرَ رَبُّنَا -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- صِفَاتِ عِبَادِ الرَّحْمَنِ فِي كِتَابِهِ الْكَرِيمِ، وَمِنْهَا: أَنَّهُمْ لَا يَحْضُرُونَ الزُّورَ؛ أَيِ: الْقَوْلَ وَالْفِعْلَ الْمُحَرَّمَ، فَيَجْتَنِبُونَ جَمِيعَ الْمَجَالِسِ الْمُشْتَمِلَةِ عَلَى الْأَقْوَالِ الْمُحَرَّمَةِ أَوِ الْأَفْعَالِ الْمُحَرَّمَةِ، كَالْخَوْضِ فِي آيَاتِ اللهِ، وَالْجِدَالِ الْبَاطِلِ، وَالْغِيبَةِ وَالنَّمِيمَةِ، وَالسَّبِّ وَالْقَذْفِ وَالِاسْتِهْزَاءِ، وَالْغِنَاءِ الْمُحَرَّمِ، وَشُرْبِ الْخَمْرِ، وَفَرْشِ الْحَرِيرِ، وَالصُّوَرِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ.

وَإِذَا كَانُوا لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ فَمِنْ بَابِ أَوْلَى وَأَحْرَى أَلَّا يَقُولُوهُ وَيَفْعَلُوهُ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ دَاخِلَةٌ فِي قَوْلِ الزُّورِ.

وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ -وَهُوَ الْكَلَامُ الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ، وَلَا فِيهِ فَائِدَةٌ دِينِيَّةٌ وَلَا دُنْيَوِيَّةٌ، كَكَلَامِ السُّفَهَاءِ وَنَحْوِهِمْ- مَرُّوا كِرَامًا؛ أَيْ: نَزَّهُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَكْرَمُوهَا عَنِ الْخَوْضِ فِيهِ، وَرَأَوْا أَنَّ الْخَوْضَ فِيهِ وَإِنْ كَانَ لَا إِثْمَ فِيهِ فَإِنَّهُ سَفَهٌ وَنَقْصٌ لِلْإِنْسَانِيَّةِ وَالْمُرُوءَةِ فَرَبَؤُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْهُ.

قَالَ اللهُ -جَلَّ وَعَلَا-: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36].

وَلَا تَتَّبِعْ -أَيُّهَا الْإِنْسَانُ- فِي أَيِّ أَمْرٍ مِنْ أُمُورِ حَيَاتِكَ شَيْئًا لَا تَعْلَمُ أَنَّهُ حَقٌّ وَصَوَابٌ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ؛ فَإِنَّ لَدَيْكَ مِنْ أَدَوَاتِ الْمَعْرِفَةِ مَا تَسْتَطِيعُ بِهِ التَّبَصُّرَ فِي الْأُمُورِ.

فَإِذَا أَنْتَ اتَّبَعْتَ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ؛ فَقَدْ عَطَّلْتَ أَدَوَاتِ الْمَعْرِفَةِ الَّتِي لَدَيْكَ، إِنَّ الْإِنْسَانَ مَسْؤُولٌ عَمَّا اسْتَعْمَلَ فِيهِ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَعُمْقَ قَلْبِهِ الَّذِي هُوَ أَدَاةُ الْإِدْرَاكِ فِي الْإِنْسَانِ، وَمَرْكَزُ اسْتِقْرَارِ الْعُلُومِ وَالْمَعَارِفِ، وَالَّذِي تَنْطَلِقُ مِنْهُ الْإِرَادَاتُ.

وَقَالَ تَعَالَى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُون} [المؤمنون: 1-3].

قَدْ فَازَ الْمُصَدِّقُونَ بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ، الْعَامِلُونَ بِشَرْعِهِ بِمَا يُرِيدُونَ -أَيْ: فَازُوا بِمَا يُرِيدُونَ- وَظَفِرُوا بِنَعِيمِ الْآخِرَةِ الْأَبَدِيِّ، وَهُمُ الْمَوْصُوفُونَ بِالْأَوْصَافِ الْآتِيَةِ؛ وَذَكَرَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- مِنْهَا: الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ مُتَذَلِّلُونَ خَاضِعُونَ، جَمَعُوا بَيْنَ أَفْعَالِ الْقَلْبِ كَالْخَوْفِ وَالرَّهْبَةِ وَأَفْعَالِ الْجَوَارِحِ كَالسُّكُونِ وَتَرْكِ الِالْتِفَاتِ.

وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ كُلِّ بَاطِلٍ وَمَا لَا يُعْتَدُّ بِهِ مِنَ الْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَالِ مُعْرِضُونَ.

وَقَالَ رَبُّنَا -جَلَّ وَعَلَا-: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ} [القصص: 55].

ذَكَرَ اللهُ أَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقُرْآنِ وَبِمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِهِ يُؤْتَوْنَ ثَوَابَ عَمَلِهِمْ مَرَّتَيْنِ؛ عَلَى إِيمَانِهِمْ بِالْكِتَابِ الْأَوَّلِ وَعَلَى إِيمَانِهِمْ بِالْكِتَابِ الْآخِرِ بِسَبَبِ تَحَلِّيهِمْ بِأَرْبَعِ صِفَاتٍ؛ مِنْهَا: أَنَّهُمْ إِذَا سَمِعُوا الطَّعْنَ فِي الدِّينِ، وَالِاسْتِهْزَاءَ بِالْمُؤْمِنِينَ، وَالْقَوْلَ الْقَبِيحَ مِنَ الْجَاهِلِينَ أَعْرَضُوا عَنْهُ؛ تَكَرُّمًا وَتَنَزُّهًا، وَقَالُوا لِأَصْحَابِ اللَّغْوِ: لَنَا أَعْمَالُنَا، وَنُحَاسَبُ عَلَيْهَا، وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَتُحَاسَبُونَ عَلَيْهَا.

أَمَانٌ مِنَّا عَلَيْكُمْ، وَمُفَارَقَةٌ لَكُمْ وَلِمَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ لَغْوٍ تَعْصُونَ بِهِ رَبَّكُمْ، وَتَظْلِمُونَ بِهِ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ.

لَا نُرِيدُ مُشَارَكَةَ الْجَاهِلِينَ السُّفَهَاءِ فِي جَهْلِهِمْ وَسَفَهِهِمْ.

وَقَالَ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 68].

وَإِذَا رَأَيْتَ -أَيُّهَا الرَّسُولُ- الْمُشْرِكِينَ يَتَكَلَّمُونَ فِي آيَاتِنَا بِالسُّخْرِيَةِ وَالِاسْتِهْزَاءِ فَلَا تَقْعُدْ مَعَهُمْ حَتَّى يَدْخُلُوا فِي حَدِيثٍ خَالٍ مِنَ السُّخْرِيَةِ وَالِاسْتِهْزَاءِ بِآيَاتِنَا.

وَإِذَا أَنْسَاكَ الشَّيْطَانُ وَقَعَدْتَ مَعَهُمْ ثُمَّ تَذَكَّرْتَ فَغَادِرْ مَجْلِسَهُمْ وَلَا تَقْعُدْ مَعَ هَؤُلَاءِ الْمُعْتَدِينَ.

وَقَالَ رَبُّنَا -عَزَّ وَجَلَّ-: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} [الفرقان: 72].

ذَكَرَ اللهُ مِنْ صِفَاتِ عِبَادِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُمْ لَا يَحْضُرُونَ الْبَاطِلَ كَمَجَالِسِ أَهْلِ الشِّرْكِ وَالضَّلَالِ، وَلَا يُخْبِرُونَ بِالْبَاطِلِ وَالْكَذِبِ.

وَأَنَّهُمْ إِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ -مَعْنَى اللَّغْوِ: مَا لَا يُعْتَدُّ بِهِ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ، وَلَا يُحَصِّلُ مِنْهُ الْمَرْءُ فَائِدَةً وَلَا نَفْعًا- إِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا مُرُورًا عَابِرًا، حَالَةَ كَوْنِهِمْ كِرَامًا فِي أَنْفُسِهِمْ؛ إِذْ لَا يُهِينُوهَا بِالْهُبُوطِ إِلَى السَّفَاسِفِ وَمُحَقَّرَاتِ الْأُمُورِ، وَهُمْ يُدْرِكُونَ قِيمَةَ الْوَقْتِ، وَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ رَأْسُ مَالِهِمْ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ، فَيَخْشَوْنَ أَنْ يَخْسَرُوا مَقَادِيرَ مِنْ رَأْسِ مَالِهِمْ دُونَ تَحْقِيقِ رِبْحٍ وَفِيرٍ بِعَمَلٍ صَالِحٍ.

لَقَدْ حَذَّرَ النَّبِيُّ ﷺ مِنْ أَقْوَامٍ يُحَدِّثُونَ النَّاسَ بِمَا لَمْ يَسْمَعُوا هُمْ وَلَا آبَاؤُهُمْ، فَقَالَ ﷺ: «فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ».

عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- قَالَتْ: تَلَا رَسُولُ اللهِ ﷺ قَوْلَ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [آل عمران:7].

عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- قَالَت: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ((فَإِذَا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ سَمَّى اللهُ فَاحْذَرُوهُمْ)). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَذَكَرَ مُسْلِمٌ فِي «مُقَدِّمَةِ الصَّحِيحِ»، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ((سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي أُنَاسٌ يُحَدِّثُونَكُمْ مَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ)).

وَعَنْهُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، يَأْتُونَكُمْ مِنَ الْأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ، لَا يُضِلُّونَكُمْ وَلَا يَفْتِنُونَكُمْ».

عِبَادَ اللهِ! أَمْسِكُوا أَلْسِنَتَكُمْ -يَرحَمُكُمُ اللهُ- إِلَّا عَنْ خَيْرٍ، وَاعْلَمُوا أَنَّ ذِكْرَ اللهِ دَوَاءٌ، وَأَنَّ ذِكْرَ النَّاسِ دَاءٌ.

اتَّقُوا اللهَ فِي ثَوَانِيكُمْ, وَدَقَائقِكُمْ, وَسَاعَاتِكُمْ, وَأَيَّامِكُمْ.. فِي شُهُورِكُمْ وَأَعوَامِكُمْ.. فِي عُمُرِكُمْ، امْلَؤُوا تِلْكَ الْأَوْقَاتِ بِالطَّاعَةِ.

اتَّقُوا اللهَ!

اتَّقُوا اللهَ فِي بَلَدِكُمْ، فِي مُجْتَمَعِكُمْ، فِي إِسلَامِكُمْ.

اتَّقُوا اللهَ رَبَّ الْعَالمِينَ فِي ذُرِّيَّاتِكُمْ وَأَهْلِيكُمْ -وَفَّقَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ إِلَى مَا يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ-.

وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.

 

 

المصدر:أَمَانَةُ الْكَلِمَةِ

التعليقات


فوائد مفرغة قد تعجبك


  الْمَوْعِظَةُ السَّادِسَةُ وَالْعِشْرُونَ : ((أَحْكَامُ زَكَاةِ الْفِطْرِ))
  إِقَامَةُ الدُّنْيَا وَتَعْمِيرُهَا بِدِينِ الْإِسْلَامِ الْعَظِيمِ
  الْحَثُّ عَلَى الْمُرُوءَةِ فِي دِينِ الْإِسْلَامِ الْعَظِيمِ
  وَسَائِلُ مُفِيدَةٌ لِسَعَادَةِ الْأُسْرَةِ وَالْحِفَاظِ عَلَيْهَا
  لِمَنْ تَكُونُ الْبَيْعَةُ وَالسَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ؟
  حُسْنُ مُعَامَلَةِ وَاسْتِقْبَالِ الْوُفُودِ وَحَدِيثِي الْعَهْدِ بِالْإِسْلَامِ
  نَبِيُّكُمْ ﷺ كَانَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا مَعَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ
  مِنْ مَظَاهِرِ الْإِيجَابِيَّةِ: رِعَايَةُ الْأَيْتَامِ وَالْفُقَرَاءِ
  الصَّائِمُونَ الْمُفْلِسُونَ
  الْمِيثَاقُ الْغَلِيظُ -الزَّوَاجُ- فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ
  الْوَعْيُ بِمَا يُرَدُّ بِهِ كَيْدُ الشَّيْطَانِ وَيُدْفَعُ بِهِ شَرُّهُ
  طَاعَتُكَ مِنَّةٌ مِنَ اللهِ عَلَيْكَ
  الْآمَالُ فِي الْمِنَحِ وَالْعَطَايَا وَسَطُ الْمِحَنِ وَالْبَلَايَا
  فَضْلُ كِبَارِ السِّنِّ -الْمُسْنِّينَ- الصَّالِحِينَ
  شَهَادَاتُ الْمُنْصِفِينَ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ لِلْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ بِالرَّحْمَةِ
  • شارك