تفريغ مقطع : كيفية الجلوس في حِلَقِ العلم

((كيفية الجلوس في حِلَقِ العلم))

ومِن السُّنَّةِ كذلك ألَّا يكونَ أهلُ المجلسِ مُتفرقينَ مُتباعدينَ، وهي سُنَّةٌ مهجُورة خاصةً عِند طُلابِ العلمِ فِي هَذَا الزَّمان، لا يَلتَفِتُون إِليها وإنْ ذُكِّرُوا بِهَا، وكأنَّهم لا يُبَالُون بأمرِ نبيِّهِم ولا مَا أَرْشدَهُم إِليْه.

عن أبي ثَعلبة الخُشَنِي -رضي الله عنه- قال: كان النَّاس إذا نزلُوا مَنزِلاً تفرَّقُوا فِي الشِّعاب والأَودِية، فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وآله وَسلَّم-: ((إنَّ تَفَرُّقَكُم فِي هذِهِ الشِّعاب والأَوْدِيَة إنَّما ذَلِكُم مِنَ الشَّيْطَان)).

فَلمْ ينزِل بعدَ ذلك مَنزِلاً إلَّا انضَمَ بعضَهُم إلى بعض حتى يُقال لو بُسِط عليهِم ثَوبٌ لعَمَّهُم.

أخرجه أحمد وأبُو داود والطَّبرانِيُّ والحاكِم وصحَّحَه، وصححهُ الألبانِيُّ فِي صحيح سننِ أبي داود

وليس من السُّنةِ أن يجلسُوا أوزاعًا متفرقين بل ينضمُوا بعضُهم إلى بعض هذِهِ سنَّة فمن خالفها مُتعمِداً فقد أَتَى ببدعة ببدعةٍ عملية ويُخالفُ أمْرَ سولِ الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم

عن جابر بن سَمُره قال دخل علينا () المسجدَ ونحن حِلَقٌ مُتفرِّقون فقال ((ما لِي أراكُم عِزين )).

أخرجه بهذا اللفظ أحمد والبيهقِي وهو عند مُسلمٍ بغير هذا اللفظ.

قال الشيخ الألبانِيُّ -رحمهُ الله تعالى- وقد ذكر هذا النَّص في حجاب المرأة المُسلِمة في وجُوبِ مخالفةِ المشركين، فبيَّنَ مجالسَ المؤمنين ومجالسَ المنافقين وذَكر هيئَاتِ الجلوسِ مِن المسلمِ في مجالسِ المسلمين فذكر هذا الحديثَ والذي قبلَه، وقال: ((ليس من الأدبِ في الإسلامِ في شيء إذا ما اجتمَعَ طُلابُ العلم أَن يجلِسُوا هكذا كما يشاءون مُتفرِّقِين بعضُهم عن بعض بل عليهِم أن ينضمُّوا)).

قال المُناويُّ: قال الطِّيبِيُّ: ((هذا إنكار منهُ على رؤية أَصْحابِه مُتفرقين أشتاتًا والمقصود الإنكار عليهم كائِنينَ على تِلك الحالة))، يعني لا ينبغي أن تتفرَّقُوا ولا تكُونوا مُجتمعين بعد توصِيَتِي إياكُم بِذلك.

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


  • شارك