تفريغ مقطع : ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله

يقول النبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((صِنْفَان مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا يعني لم يكن لهذين الصِّنفينِ من وجود في زمنِ رسول الله صلى الله عليه وسلم-.

ثم فصَّلَ بعد هذا الإجمال، فقال صلى الله عليه وسلم-: أَقَوْامٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ عَسَس يضربونَ الناسَ بغيرِ حقٍّ، ومعهم سِياطٌ كأنها أطرافها معقودة أو بها ذوائبُ مغروسة يضربون أبشارَ الناس بغير حق، نعم بغيرِ حق؛ لأن جَلْدَ البِكرِ الزاني الذي ثَبَتَ عليه الزنا؛ قُربةٌ إلى اللهِ ربِّ العالمين؛ ولذلك أَمَرَ أنْ يشهدَ جَلْدَه طائفةٌ من المؤمنين، وأَمَرَ المؤمنين جالدًا وناظرًا ألَّا تأخذَهم بهم يعني بالزُّناةِ المجلودين حدًّا بتلك السياط- رأفةٌ في دينِ الله. 

فذلك إنما هو حِياطةٌ لدينِ اللهِ ربِّ العالمين، فإذا تورطَ؛ فظهرَ الزنا؛ فحينئذٍ إذا قامت البيَّنةُ أو جاءُ الإقرارُ؛ فلابد من إقامةِ الحَدِّ، أما إذا ما سَتَرَ على نفسهِ فلم يفضحُهُ ربُّه؛ فأَمْرُهُ إلى الله، إن شاءَ عَذَّبَهُ وإنْ شاءَ غفرَ له، وأما إذا أبدى لنا صفحتَهُ؛ أقمنا عليه حَدَّ الله، فإنْ كان مُحصنًا تزوجَ يومًا من الدهرِ زواجًا صحيحًا ولو جُزءً من لَيْلٍ أو نهار ثم فارق بموتٍ أو طلاق ولم يتزوج بعدُ، فظَلَّ أيِّمًا، فهو مُحْصَنٌ أيضًا، فإنْ وقعَ في الزنا؛ فالرجمُ حتى الموت، وعند كثيرٍ من أهلِ العِلمِ فيهم بعضُ الخلفاء الراشدين؛ منهم عليٌّ رضوان الله عليهم جميعًا-: أنه يُجْلَدُ مائةُ جَلْدةٍ ثم يُرجمُ بعد ذلك حتى يموت، وإنْ كان لم يسبق له إحصانٌ وكان بِكْرًا؛ فإنه يُجلدُ مئةَ جَلدة ويُغَرَّبُ عن وطنهِ عامًا كما هو معلوم.

 

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


  • شارك