تفريغ مقطع : منهج الرسول في الدعوة إلي الله

((من خطبة الهزيمة النفسية))

الرسولُ -صلى الله عليه وآله وسلم- في السِّلْمِ يُعَلِّمُ التوحيدَ وفي الحربِ يُعَلِّمُ التوحيد كما في حديث أبي واقدٍ الليثيِّ لمَّا مَرُّا وكانوا حديثي عهدٍ بكُفْرٍ على شجرةٍ عظيمةٍ، فقالوا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواطٍ كما لهم ذاتُ أنواط. قال: ((الله أكبر، قُلتم كما قال بنو إسرائيل لموسى: اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهة)).

يُعَلِّمُ التوحيدَ في السِّلْم و الحرب راكبًا وماشيًا وقائمًا و قاعدًا وعلى جَنْبِ حتى وهو على فراشِ الموتِ -صلى اللهُ عليه وآله وسلم- جَعَلَ على وجهِهِ قطيفة، فكلما اغتَّمَ بها رَفَعَها وهو على فراشِ الموتِ يقول: ((لَعَنَ اللهُ اليهودَ والنصارى اتخذوا قبورَ أنبيائِهم مساجد؛ يُحَذِّرُ ما صنعوا)).

الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى اللحظةِ اﻷخيرة مِن عُمُرِهِ يدعو إلى حقيقةِ الدينِ، يُعَلِّمُ الناسَ دينَ ربِّ العالمين بتوحيدِ اللهِ وحدَهُ وعدم اﻹشراكِ به.

إذا لم نعرض اﻹسلامَ عرضًا صحيحًا فكيف يعرفهُ الناسُ؟!

إذا لم نُبَيِّن للناسِ دينَ اللهِ؛ فمَن يُبَيِّنُ الدينَ للناسِ؟!

إذا لم نحمل أمانةَ اللهِ لنؤديَها لخَلْقِ اللهِ في أرضِ اللهِ؛ فمن يؤدي اﻷمانةَ دوننا؟ إن خُنَّا أمانةَ اللهِ؛ فَمَن ذا يُؤتمنُ بعدنا؟

يريدُ القومَ اليوم أنْ يُلْبِسُوا اﻹسلامَ ثَوبَ الشركِ بإلباسِهِ تلك النظريات وهي كُفريةٌ لحمةً وسُدَى، يريدونَ أنْ يجعلوا ما أُسِّسَ علي الباطلِ والكُفرِ معمولًا به في ديارِ اﻹسلامِ مُطبِّقًا علي أهلِهِ وهيهات، لا يستقيمُ ذلك حتى تجمعَ الماءَ والنار في يدك وهيهات لا يجتمعان أبدًا.

اﻹسلامُ دينُ اللهِ وحقيقتُهُ ينبغي أنْ يُدَعَى إليها كما جاءَ بها رسولُ اللهِ.

نسألُ اللهَ ربَّ العالمين أنْ يُفَهِّمَنا حقيقةَ الدين وأنْ يُقيمنا علي اﻹسلامِ العظيم الذي جاءَ به النبيُّ الكريم -صلى الله عليه وآله وسلَّم- ما عِشْنَا.

وأنْ يقبضَنا عليه وأنْ يحشرنا في زُمرةِ من بَلغناهُ، إنه علي كل شيءٍ قدير وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين.

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


  • شارك