تفريغ مقطع : هَلْ يُمْكِنُ أَنْ يَنْجَحَ اليَهُودُ فِي هَدْمِ المَسْجِدِ الأَقْصَى؟

وَهَلْ يُمْكِنُ أَنْ يَنْجَحَ اليَهُودُ فِعْلًا فِي هَدْمِ المَسْجِدِ الأَقْصَى؟

لَيْسَ بَيْنَ أَيْدِينَا نَصٌّ مَعْصُومٌ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ هَدْمَ المَسْجِدِ الأَقْصَى مُمْتَنِعٌ قَدَرًا, وَلَيْسَ شَرْطًا أَنْ تَرِدَ أَحَادِيثُ الفِتَنِ بِكُلِّ مَا يَقَعُ مِنْهَا, فَكَثِيرٌ مِنَ الحَوَادِثِ الجِسَامِ وَقَعَت دُونَ أَنْ تُذْكَرَ فِي آيَةٍ أَوْ تَرِدَ فِي حَدِيثٍ, وَبَعْضُهَا أَخْبَرَ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَكِنْ حَفِظَ ذَلِكَ مَنْ حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَه.

كَمَا فِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: ((قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَقَامًا، فَمَا تَرَكَ شَيْئًا يَكُونُ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلَّا حَدَّثَ بِهِ؛ حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ)) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَمِثْلُهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ أَخْطَبَ عِنْدَ مُسْلِمٍ فِي ((الصَّحِيحِ)).

إِنَّ الكَعْبَةَ نَفْسَهَا قَدْ هُدِمَت مِنْ قَبْل فِي زَمَنِ الحَجَّاج؛ دُونَ أَنْ يَكُونَ لِذَلِكَ ذِكْرٌ فِي مُحْكَمِ آيَةٍ أَوْ نَصِّ حَدِيثٍ, وَالحَجَرُ الأَسْوَدُ نُزِعَ مِنَ الكَعْبَةِ فِي زَمَنِ القَرَامِطَةِ, وَنُقِلَ إِلَى البَحْرَيْنِ لِيَظَلَّ هُنَاكَ سِنِينَ عَدَدًا قَبْلَ أَنْ يُعَادَ, وَلَمْ تَأْتِ الإِشَارَةُ إِلَى ذَلِكَ فِي كِتَابٍ وَلَا سُنَّةٍ.

إِذَنْ فَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَحْتَجَّ بِعَدَمِ الوُرُودِ عَلَى عَدَمِ الوُقُوعِ؛ لِأَنَّ الأَمْرَ قَدْ يُسَطَّرُ فِي القَدَرِ وَلَا يُذْكَرُ فِي الكُتُبِ, وَالَّذِي يَحْكُمُ الأُمُورَ عِنْدَ ذَلِكَ هُوَ قَانُونُ الأَسْبَابِ وَالمُسَبَّبَات الَّذِي يَجْرِيِ بِهِ قَدَرُ اللَّهِ بِمَا يَشَاءُ وُقُوعَهُ, وَعَلَى حَسَبِ مَجْرَيَاتِ الأُمُورِ المُشَاهَدَة فَإِنَّهَا شَاهِدَةٌ بِدَأبِ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى وَأَخْذِهِم بِكُلِّ الأَسْبَابِ المَادِيَّةِ فِي الوَقْتِ الَّذِي يُرِيدُ المُسْلِمُونَ فِيهِ أَنْ يُعَطِّلُوا قَانُونَ الأَسْبَابِ, وَفِي ظِلِّ ذَلِكَ لَا يُظَنُّ أَنَّ سُنَنَ اللَّهِ تَعَالَى سَتُحَابِي أَحَدًا.

فَمَاذَا فَعَلَ المُسْلِمُونَ فِي العَالَمِ كُلِّهِ وَهُم يَبْلُغُونَ عَدَدِيًّا مِلْيَارًا وَنِصْفَ المِلْيَارِ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ؟

مَاذَا فَعَلُوا عَبْرَ خَمْسِينَ عَامًا لِكَيْ يَسْتَنْقِذُوا مُقَدَّسَاتِهِم مِنْ عِصَابَةِ المَلَايِينَ الأَرْبَعَة الَّتِي زُرِعَت بَيْنَهُم ثُمَّ فَرَضَت وُجُودَهَا عَلَيْهِم؟

إِنَّ قَدَرَ الأَسْبَابِ لَنْ يُحَابِيَنَا وَنَحْنُ نُجَافِيهِ؛ إِلَّا إِنْ أَرَادَ اللَّهُ أَمْرًا فَقَدَّرَ بِسَبَبِهِ شَأنًا إِلهِيًّا مَحْضًا يَنْقِذُ المَسْجِدَ, وَيُعَطِّلُ أَسْبَابَ الكَيْدِ ضِدَّهُ, كَمَا رَدَّ اللَّهُ كَيْدَ أَصْحَابِ الفِيلِ لِهَدْمِ الكَعْبَةِ قَبْلَ الإِسْلَامِ, وَلَكِنَّ المُشْكِلَةَ أَنَّ هَذَا أَيْضًا أَمْرٌ لَمْ يَأْتِ بِهِ خَبَرٌ مَعْصُومٌ فَيَتَّكِئُ عَلَيْهِ المُتَّكِئُونَ.

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


حَتَّى وَلَوْ بَكَى عِنْدَكَ حَتَّى غَسَلَ قَدَمَيْكَ بِبُكَائِهِ وَدُمُوعِهِ لَنْ يَصْنَعَ لَكَ شَيْء
بَيْنَ الابْنِ وَأُمِّهِ
كُفر طوائف الحكام عند الخوارج
((6)) هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ...
كَمْ مَضَى مِنْ عُمُرِك؟
طَعْنُ شَيْخِ الْحَدَّادِيَّةِ هِشَامٌ البِيَلِيّ فِي الْجَيْشِ الْمِصْرِيِّ
هذا منهج أهل السنة فى مجالسة المبتدعة فانتبه!!
هل الأعمال شرط كمال أم شرط صحة ..؟
ألا تشعر بأنك تُعاقب بالنظر إلى الحرام
عقوبات أخروية وعقوبات دنيوية للخارج على الإمام
مَن الذي يمنع أهل السُّنة من اعتلاء المنابر وفي الوقت ذاته يترك المجال لكل صاحب فكر منحرف؟!
((قَصَصُ وَرَعِ الصَّالِحِينَ)) : العلامة محمد بن سعيد رسلان
حقيقة الإيمان
نداء عاجل إلى كل سني على منهاج النبوة
كَفَّرُوهُم!! جَعَلُوهُم مُرْتَدِّينَ!! إِذَنْ حَلَالٌ دَمُهُم؛ حَرامٌ حَيَاتُهُم, حَلَالٌ أَعْرَاضُهُم؛ حَرَامٌ بَقَاؤُهُم, فَلْيَذْهَبُوا إِلَى الجَحِيمِ!!
  • شارك