تفريغ مقطع : أنا لا أطلبُ من أحدٍ شيئًا ، لا أتكسَّبُ بديني ، أنفق عليه : أي ، على العلم الشرعي

 أنا لا أطلبُ من أحدٍ شيئًا ، لا أتكسَّبُ بديني ، أنفق عليه : أي ، على العلم الشرعي ، ولا ينفق علي 

أقول : لا يكادُ يخلو كتابٌ ولا كتيب ، ولا درسٌ ولا خطبة من خطأٍ بشري ، سبق لسان ، إعضال في البيان ، مع الالتزام بالمعنى على السياق البليغ الفصيح الذي تقرره قواعدُ اللغة ، وتحدَّدُه معالمُ البلاغةِ والفصاحة ؛ لانتشال طلاَّب العلم من حمأة العامية النجسة .

فأقول : من ادَّعى ذلك فهو كذَّاب ؛ فكان ماذا ؟! ، لم يكن شيء .

وأنا قلتُ قديمًا : كل ما كان من خطأٍ - وهو كائنٌ وسيكون ، وسيكون - لأنه لم يَدَّعيِ العصمةَ لأحدٍ بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم - إلاَّ المبطلون ؛ فما كان من خطأٍ ، أو هو كائنٌ ، أو سيكون ؛ فأنا راجعٌ عنه ، بريءٌ منه ، حيًا وميتًا ! ، الظاهريةُ اللغويةُ يَطُلُعُ قُرنُها ، وهو قرنُ خِرْتيت ؛ لكي يُعْلِمَ : كيف يرجع عنها ميتًا ؟!

ارجع إلى كلامِ الشافعي ؛ هو كلامه ، أنه يلتزمُ بالسُنة ، ويتبرأُ من الخطأ حيًا وميتًا ؛ كالوصية ، يعني : ما كان من خطأٍ يُكتشفُ بعد مماتي ؛ فأنا راجع عنه ، بريءٌ منه ، من أجل العهدةِ التي تكون على المرء في نفسه ودينه .

فلماذا أقول هذا ؟ ، أنا لا أطلبُ من أحدٍ شيئًا ، لا أتكسَّبُ بديني ، أنفق عليه : أي ، على العلم الشرعي ، ولا ينفق علي ، ما زلت أُنفقُ على العلم الشرعي إلى يوم الناس هذا ، أنا أشتري كتبي ، أشتريها بمالي ، والحلالُ لا يحتملُ السَرَف ، وبارك الله فيمن يقوم على طبعها ، وتوزيعها ، والاتِّجارِ فيها ، وأسألُ الله أن يملأَ يديه خيرًا ، وأن يبارك له ، هذا ما أريده ، لذلك لا أخشى في الله لومة لائم .

كان ماذا ؟ ، لا شيء ، وأمَّا من قال : إنه لا يخطئ ؛ فهذا مبطل ! ، ومن ادَّعى له ذلك ؛ فهو مبطلٌ أيضًا ، وعليه : فعلى الإنسان أن يتقيَّ ربَّه ، وأن يلزمَ حدَّه .

يا طلاَّب العلم من أهل منهاج النبوة ؛ إيَّاكم أن تستفزكم شيطانُ الإنس والجن ، إنهم لكم بالمرصاد ، ولا أخشى عليكم شياطين الجن ، كما أخشى عليكم شياطين الإنس ! ، لأن الشيطان الجني إذا استعذت بالله - تبارك وتعالى - منه ، أو أَذَّنتَ ولى وله ضُراط ، وأمَّا شيطان الإنسي ؛ فهو يَضرطُ ويبقى ! ، ولو قرأتَ عليه الختمةَ يزَكمُ أنفكَ بنتْنِ ريحه ولا يرين ؛ فأخشى عليكم شياطينَ الإنسِ ما لا أخشى عليكم شياطين الجن .

اتقوا الله ، ثقوا في إخوانكم ! ، لا تلتفتوا لإرجاف المرجفين ؛ فإنهم حمقى من المجرمين ، هؤلاء يحاربون حربًا شخصية ، ما هي المسألةُ أصلاً ؟ ، ما حقيقة الصراع ؟ ، ما موطن النزاع ؟ ، لا شيء ! ، لذلك لا نعولُ عليه ، ليست هناك خصومة شخصية ، مبتدع ؛ مبتدع انتهينا ، هل كان الإمام أحمد ، وكان أهل الجرحِ من علمائنا المتقدمين من الأطوادِ الشامخين ؛ كلمَّا جلس في مجلس ، يقول : فلانُ ، وفلانٌ ، وفلانٌ ؛ كأنه يركبه عفريت ؛ يقال له : فلان ؟!

كما هو الشأن في هذا الزمان ، هناك أقوامٌ عليهم عفريت يقال له : رسلان ! ، أنَّى توجَّه لم نر إلَّا عفريته ، وجعل فقره بين عينيه ، كأنما طبع الله على قلبه .

هؤلاء يريدُ أحدهم أمر آخرة ؟ ، سيقال لك : تكلموا في النيَّات ، ظاهريةٌ لغوية ، لا تنسواْ هذا المصطلح.

التعليقات


مقاطع قد تعجبك


انظر كيف يتصرف الخائف من الله عز وجـل!!
مَن الذي يمنع أهل السُّنة من اعتلاء المنابر وفي الوقت ذاته يترك المجال لكل صاحب فكر منحرف؟!
سؤال هـام لكل مسلم... هل تعرف مَن تعبُد؟!
دَفْعُ الْبُهْتَانِ حَوْلَ قَوْلِ الْأَفَّاكِينَ فِي ادِّعَاءِ تَكْفِيرِ أَبْنَاءِ الْمُسِلِمِينَ
المحاضرة السابعة: تتمة بيان أقسام المعلوم , بيان أحكام الممكن
يعرفون عن الممثلين والمغنيين والمشاهير كل شيء!!
((مَنْشَأُ فِتَنِ الشُّبُهَاتِ وَالشَّهَوَاتِ)) الشَّيْخُ الدُّكْتُور: عَبْد الرَّزَّاق الْبَدْر -حَفِظَهُ اللهُ-.
ندم الحسين -رضي الله عنه- على خروجه
((4))... ((هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ))
أوصلوا هذه الرسالة إلى القرضاويِّ الضال
إنَّمَا يَتَعثَّرُ مَن لمْ يُخلِص
عقيدتُنَا منظومةِ: منهجِ الحقِّ للعلَّامة السعديِّ –رحمهُ اللهُ-
لا يُقال المدينة المنورة
من أعظم المقاطع فى الرد على المهرطقين أمثال البحيرى وناعوت وابراهيم عيسى ..!
في مثل هذا اليوم سقطت غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس!!
  • شارك